سليمان نمر –
الأول نيوز – كل يوم جمعة يعقد السفير السعودي في عمان نايف بن بندر السديري مجلسا او” صالونا سياسيا ” يجمع فيه على مائدة الافطار نخبة من مسؤولي وسياسي الاردن ومثقفيه (رؤساء وزراء سابقون ووزراء ومسؤولون ونواب ومثقفين وشخصيات عامة ).
وفي هذا ” الصالون السياسي ” تدور حورات ونقاشات سياسية وثقافية حول الشؤون الاردنية العربية ، والسفير الديبلوماسي العتيق والمثقف الشامل يحب الاستماع لوجهات النظر والاراء اتفقت ام اختلفت وهذا ما لاحظته خلال حضوري مجلسه الشهر الماضي.
ففي ذلك المجلس لم يتجاوز عدد الحاضرين العشرين شخص منهم رئيسي وزراء سابقين، وكان واضحا ان السفير كان سعيدا بالحوارات والنقاشات التي دارت ، وكان محورها اهمية المحافظة على هويتنا الثقافية العربية والاسلامية في مواجهة تغول العولمة وغزو وسائل الاتصال الالكتروني ووسائل التواصل “الاجنماعي” لمجتمعاتنا ، حتى نحمي ابنائنا من هذا الغزو الذي يدفعهم نحو “التغريب “
وفي هذا الصدد تمت الاشارة الى ماجاء في مقدمة الطبعة الاولى من كتاب السفير ” موزاييك الذاكرة “-الذي يعرض لسيرة والده -، ففي مقدمة الكتاب يؤكد السفير على اهمية المحافظة على الهوية الثقافية لمجتمعاتنا ” فهي تعريف الزامي لكل امة وهي مرآة لوجهها المشرق ” .
ويحذر السفير السعودي في مقدمة كتابه من “الهجوم الكاسح للمدنية المفرطة داعيا الى “وجوب ان يكون لهذه المدنية المفرطة حدود بشكل لاتتجاوز قيمنا الدينية المتسامحة وتقاليدنا العربية المناسبة ” ، ويضيف ” ان مطالبة البعض بحرق المراحل للوصول الى اهداف معينة – اي الى المدنية المفرطه – سيؤدي في نهاية المطاف الى عواقب وخيمة ستكون مصدر ألم وشقاء بالغين “.
وتحدثت عن ان ماكتبه السفير قبل نحو عقد ونصف من الزمان ، يصلح لأن يقال للشباب السعودي في هذه الايام وهو يعيش مرحلة تحول وانفتاح حضاري واجتماعي كبيرة وواسعة ،حتى لايصبح الانفتاح والتحول “سداح مداح “، حيث الملاحظ انتشار ظاهرة “التغريب” – اي تقليد الغرب – بين الشباب السعودي مرافقة الانفتاح الذي تشهده السعودية هذه الايام . حيث اصبح الشباب السعودي – ليس جلهم – يبدون افتنناهم بالمجتمعات الغربية لاسيما الاميركي منها ، واصبحت لغتهم مزيجا مابين العربية والانجليزية حتى موسيقاهم وملابسهم اصبحت اميركية .
ويترافق ذلك مع ترويج ملموس ل “شوفينة سعودية ” اذا ما استمرت فانها ستفقد السعودية وجهها الانساني العربي ( والشوفينية هي ان تحب نفسك وتكره الأخر ، في حين ان العنصرية ان تحب نفسك اولا ) وستجعل السعودي يبدو وكأنه تخلى عن طيبته المعهودة التي زرعها الاباء في مجتمعهم وهذا ما اشار اليه السفير نايف السديري في مقدمة كتابه حين كتب ” ان ظاهرة المحكاة التي اسسها جيل ابائنا كانت تهدف الى انسنة وجه المجتمع السعودي ذي الملامح الطيبة “.
في صالون السفير جرت حورات حول شؤون اردنية وفلسطينة لم يختلف حولها ،سوى ماقاله مسؤول اردني سابق من انه يرى ان المسؤول السياسي من الممكن ان يتعامل مع الشيطان – في اشارة الى اسرائيل – في سبيل تأمين احتياجات الوطن المواطن ” فالمواطن بحاجة الى المياه والى الوقود ، وواجب الدولة ان تؤمنها له من اي مصدر كان “، هذا المسؤول يرى ان بعض المعارضة في الاردن هدفها اسقاط الملك والنظام الهاشمي لأن ” لها اجندات خارجية ” وكان الرد انه اذا كان البعض في الدولة ينظرون للمعارضة بمفهوم امني وليس سياسي فان هذا البعض سيكيل للمعارضة تهم التآمر “
في مجلس السفير او صالونه السياسي تحلو الحوارات والنقاشات الهادئة والبعيدة عن المزايدات التي نراها في الندوات والمحاضرات المفتوحة وفي بعض ماينشر في الاعلام وحتى في مانراه من مهاترات بجلسات مجلس النواب .