قراءة أولية في التداعيات الاقتصادية للحرب الخاطفة الروسية لأوكرانيا

 

الدكتور أيمن سلامة –

 

الأول نيوز – وَسم واحد للفعل الروسي في أوكرانيا وهو ” الغزو”، ولكن مرادفات عديدة تسم الآثار التداعيات الاقتصادية التي ستلحق بالاقتصاد العالمي، ومن بين هذه المرادفات العديدة: الكوارث والمصائب والنازلات والجوائح.

بادئ ذي بدئ فالعملات التي سيكون أداؤها دون المستوى بل الأكثر تقلبًا هي الروبل الروسي والعملة الأوكرانية فمهما أكد المسؤولون في البلدين

فإن الخطر الآخر هو أن السيولة للعملتين تتراجع ببساطة، ومن ثم لن يرغب المستثمرون في الاقبال على أو استخدام العملتين على الإطلاق، وعلى المدى القصير على أقل تقدير.

لا مُرية أن الحرب الدائرة في أوكرانيا تضع البنوك المركزية في الدولتين في موقف صعب حقًا، وسينخفض الاحتياطي الفيدرالي في روسيا وستسحب السيولة من الأسواق.

قد تضطر البنوك المركزية إلى النظر في ارتفاع التضخم على الرغم من أن هذا يعني في النهاية أن رفع أسعار الفائدة يمكن أن يصبح أكبر بكثير.

أيضا من المحتمل أن تتأثر تركيا أكثر من غيرها بارتفاع أسعار الطاقة، وما تواجهه تركيا سياسيا واقتصاديا هو التزامها بكافة الخطوات التي يتبناها الناتو في هذا النزاع.

ستضرب العقوبات الاقتصادية كلاً من روسيا والاقتصاد العالمي بشدة، حيث ستؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط، وانخفاض أسعار الأسهم وارتفاع أسعار الأصول الأكثر أمانًا مثل الين، مما يعرقل التعافي الاقتصادي في اليابان وأماكن أخرى في العالم من الركود الناجم عن  COVID-19 .

في ذات السياق فالتداعيات الكارثية الاقتصادية ستلحق أيضا بمناطق ” اقتصادية ” حيوية في العالم، فسيطرة روسيا على أوكرانيا سيشكل سابقة سيئة ، حيث يرسل إشارات مقلقة إلى بؤر التوتر الجيوسياسية مثل تايوان وبحر الصين الجنوبي والشرقي.

إن ارتفاع معدل التضخم الناتج عن الحرب الروسية-الأوكرانية يعني الشراء المتزايد للنفط والمنتجات الزراعية والبيع على المكشوف لأسهم المستهلكين وأسهم النمو في الولايات المتحدة.

من المتوقع أن تقوم الدول الأسيوية المتاخمة لمنطقة الصراع، وفي الصدارة منها الصين، تعزز دعمها لقطاعات مثل الزراعة وأشباه المواصلات والطاقة الجديدة.

في ذات السياق إذا قدمت الولايات المتحدة تنازلات ووافقت على إجراء مفاوضات رفيعة المستوى أو عالية المستوى مع روسيا ، و الرئيس بوتين أعلن استعداده لإجراء مثل هذه المفاوضات ، أو تم الاتفاق بسرعة على الاتفاق النووي الإيراني ، مما يجعل النفط الخام الإيراني متاحًا في السوق الدولية ، فإن سوق النفط سوف تتعافي بسرعة من الصدمات  الاقتصادية الناتجة عن  الحرب في أوكرانيا . “

إن أزمة الغذاء و الطاقة التي لاحت أماراتها بفعل الحرب الروسية-الأوكرانية ستؤدي إلى أزمة غذاء وطاقة، في منطقة الشرق الأوسط تحديدا، وخاصة تركيا ومصر ولبنان، تعتمد بشكل كبير على القمح المنتج في روسيا وأوكرانيا ، ومن ثم  ستعمق الأزمة شظف العيش لدى الفقراء ، وسيصيرون أكبر الضحايا.

ختاما ، لا يستطيع أي خبير أن يجزم بمدى التأثيرات الاقتصادية ” المباشرة ” للحرب على التجارة العالمية، لأنه بصرف النظر عن النفط والغاز الطبيعي ، ليس لدى روسيا سلاسل توريد يمكن أن تؤثر على العالم ، حيث لا تقوم روسيا بتحويل الموارد الطبيعية والمواد الخام والمكونات إلى المنتج النهائي الذي يتم تسليمه إلى المستوردين أو المستهلكين .

 

 

 

 

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية 40 قرشا

الأول نيوز – ارتفع سعر بيع غرام الذهب عيار 21 محليا، الثلاثاء، 40 قرشا مقارنة …