الدكتور أيمن سلامة –
الأول نيوز – قَبل إدارة ترس واحد في ماكينة الحرب الأولي التي تتعرض لها أوربا منذ الحرب العالمية الثانية، وقبل أزيز الطائرات ودوي المدافع، شارك الُكثُر من الشراح ووسائل الإعلام في إرباك الجمهور المتابع للخبر بسرعة السهم والطرف والبرق.
حاز مصطلح ” المجال الحيوي ” النصيب الأكبر من لَمز المحاولين لشرعنة الغزو الروسي لأوكرانيا، وتغافلوا عن أن المصطلح ابتدعه الألمان لترويج زحفهم الجغرافي العسكري خارج حدود دولتهم التي لا تستوعب الترسانة والجيش الألمانيين ، وقد أسدلت ستائر البطلان قبل النسيان علي المصطلح المطمور والمنتهك لمبادئ وقواعد القانون الدولي .
أما الدفاع عن النفس بموجب مبادئ القانون الدولي المُضَمَنة في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، فيُدفَع بالدفاع عن النفس حين يحدث بالفعل عدوان عسكري علي الدولة ذات السيادة، ولا يمثل الدفاع عن النفس أي متكأ للعدوان علي الدول ذات السيادة أيضا.
ما فتئت تتحدث وسائل الإعلام و حتي قبل أن يجف مداد هذه المقالة عن ” النازحين الاوكرانيين إلي بولندا ” وكأننا حتي اللحظة لا ندرك الممايزة بين اللاجئين وطالبي اللجوء و النازحين و المهاجرين.
حين قامت السلطات الاوكرانية وقبل الغزو الروسي بتوزيع الأسلحة علي المدنيين للاشتراك في المقاومة الشعبية ضد الجيش الروسي، تجاهل الكُثُر أيضا الفارق بين ” الهبة الشعبية ” و حروب العصابات التي يمكن أن تلجأ إليها الجيوش النظامية و الميلشيات المسلحة أيضا.
سقطت أيضا كبريات الفضائيات الدولية حين أشارت لرفض مجلس الأمن مشروع القرار الثنائي الأمريكي-الألباني بإدانة روسيا، رغما من تعديل مشروع القرار ليصير “إبداء الأسف” وحسب، ليس الإدانة، وشتان بين المصطلحين.
زعم البعض أن هناك مجموعات معينة لا تحظي بأي حقوق أثناء النزاع المسلح و تدليلا: الخونة و الإرهابيين والمقاتلين غير الشرعيين، ولا ندري أسانيدهم أو سفرهم في هذا الزعم .
أما الحرب الهجين Hybrid War فلم تسلم أيضا من خلط المتقولين بين الحرب الناعمة و الحرب الخشنة .
أيضا الحديث عن إغلاق المضائق العالمية مثل البوسفور و الدردنيل، و كأن القانون الدولي و المعاهدات الدولية الشارعة لم تُنظم هذه المسائل القانونية.