بين صناعة السلام وصناعة الدمار

رلى السماعين –

 

الأول نيوز – الحروب وأخبار الحروب تسحق الروح، وتُحبط المعنويات، وينتج عنها شدائد وضيقات عديدة وشديدة. كل هذا لا يقتصر على الدول المحاربة أو دول النزاع، فبات الذي يحدث في شمال الكرة الارضية أو أقصى شرقها أو غربها أو جنوبها يؤثر على دول العالم قاطبة ومن نواحٍ مختلفة ومتعددة. أما أخبار مناطق النزاع، فهي سريعة الانتشار ومتتالية على مدار الساعة في عصر التطور الرقمي غير المسبوق.

لا يوجد مبرر حقيقي للحروب، ولا مبرر للقتل والتشريد والدمار ما دام هناك عُقلاء في السياسة قادرين أن يجمعوا قادة أطراف النزاع إلى طاولة الحوار، وإن فشلوا في مهمتهم عليهم ان يحاولوا مرة أخرى، واخرى إلى أن ينجحوا.

في اوقات الشدة والحروب يجب أن يكثر الحديث عن السلام، للمحاولة الجادة لكف الويلات على الشعوب الذين هم المتضرر الاول والاخير، ولمحاولة عكس الظروف، وتبديل الثقافة التي تسود مثل الأنانية والخوف وهذا أقلها. لذا يكون التركيز على الشخصيات القوية القادرة على التصدي لمن يخطط لمزيد من الدمار .
مخيفٌ الوقوع في فخ الطمع والجشع، لانه يجني الالم والشرذمة ويجلب معه العنف والفوضى.

أتساءل، في ظل أخبار عن حرب متوقعة، الغالبية تحلل وتتكلم عن حرب عالمية ثالثة! مَن المستفيد من الحروب؟ من الذي يفرح على الخراب والخلل وينتعش على الشدة والضيق؟

المتضرر الاول دائماً هم الاطفال والنساء وكبار العمر وعائلات المحاربين والطبيعة والحيوانات… بمعنى آخر الكل متضرر وليس هناك رابح بالحرب. من يربح على دماء الابرياء؟!
السبيل للحفاظ على كرامة الانسان في أيام الضيق- والرخاء أيضاً – هي في السعي لصناعة السلام، لانه الصناعة الاخرى، والوحيدة، التي تنتعش في أصعب الظروف وأقساها هي صناعة الاسلحة والاتجار بالبشر والمتاجرة بالمخدرات، وكلها وصفات دمار وكلها مكرهة امام الله ! لنخف الله في خلقه !
*صحافية وكاتبة مختصة في شؤون الحوار والمصالحة المجتمعية

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

بليغ حمدي حاضر في جرش 39

الأول نيوز – المخرج محمد خابور لأوّل مرة، سأرى ميادة الحنّاوي على المسرح. لكنها ليست …