المحامي عناد ماهر الناصر –
الأول نيوز – لا شك ان الحرب الروسية الاوكرانية قد كشفت عن الوجه القبيح للغرب او ما يسمى بحلف شمال الاطلسي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية و بينت مدى حالة الهيستيريا التي اصابت صناع القرار بالبيت الابيض و اوروبا فأن الخوف لا يزال يسيطر عليهم من عودة قوية لحلفاء روسيا قد ينتج عنها ما يمكن تشبيهه بالاتحاد السوفيتي سابقاً .
المضحك في هذه الحرب هو الهيستيريا الاعلامية التي يمارسها المعسكر الغربي فمن تصريحات وزراء الخارجية (دعاة السلام) الى تصريحات البيت الابيض التي لا تقل اهمية عن الانسانية و احترام القوانين و التشريعات الدولية عن نظيرتها التي تصدر في مطابخ صنع القرار الاوروبية ، و لكن ان هذا المعسكر قد تمادى بشكل لم يسبق له مثيل فبدأ بعقوبات اقتصادية تتعلق بنظام سويفت و من ثم لعقوبات الطيران ثم عقوبات رياضية مثل الاستبعاد من كأس العالم و الغاء سباق فورميلا ون و ايضاً طالت العقوبات الجانب الثقافي حيث اصدر الاتحاد الاوروبي للبث عن عدم السماح لروسيا المشاركة في مسابقة يورو فيجن للاغنية الاوروبية ، كل هذه العقوبات بينت مدى هشاشة منظمات عالمية مثل الفيفا و بينت مدى سهولة انصياعها السياسي و فاجأت العالم من ردة الفعل العنيفة بهذه العقوبات التي لم يسبق ان وجهت لاي دولة رغم ان ما قامت به روسيا لا يشكل قتلاً او استعماراً بالمعنى الحربي بل هو من وجهة نظر الكرملين حماية امنية لروسيا حيث ان هذه الحرب بدأت فعلياً عام 2014 و شرارتها كانت في الثاني من مايو حيث قام النازيون الجدد الواقعين تحت سيطرة الولايات المتحدة بحرق 100 متظاهر احياء في اوديسا .
ان دول العالم كافة لم تعد ترى امريكا كالسابق و تعرف مدى عمق الخلاف الروسي الاوكراني و مدى الاذى الذي يتعرض له الاقليمين الشرقيين من اوكرانيا و المعترف بهما من قبل روسيا من كافة انواع القتل و الابادة و ان هذا النهج الذي قامت به الولايات المتحدة الامريكية بالتعاون مع الغرب سيؤثر و يعيد حساب العلاقات مع الكثير من الدول ، حيث ان اسلوب الاستبداد و الفرض و العدوان المالي و ان كان يخيف بعض الدول ولكنه كشف عن حقائق كثيرة و هذا ما اكده الرئيس الروسي باحدى خطاباته فأين المجتمع الدولي من غزة و اين المجتمع الدولي من الكيان الصهيوني الهادم للبيوت و قاتل الاطفال و اين القانون الدولي من تدخلات الولايات المتحدة الامريكية وفق اخر احصائية حيث شاركت في 33 تدخل عسكري بحجة حماية مصالحها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية بدءاً من الحرب الكورية مروراً بحرب لبنان و بنما و افغانستان و الخليج و انتهاءاً بسوريا ، عدا عن اكبر فضيحة بتاريخ الحروب و التي بنت كذب الامريكان بخصوص اسلحة الدمار الشامل في العراق ، و ان الدعم العسكري الكبير بالعتاد لاوكرانيا و فتح باب القتال بدون تأشيرة فكل ذلك مباح وفق الغرب و امريكا و هو حق من حقوقها و بذلك فهي توقد النار و تزيد حطبها من دون ان تقترب منها و لا مصلحة لها بذلك ، علماً ان العقوبات الروسية الصادرة و التي ستصدر سيكون لها اثر كبير على هذه الدول و خاصة الجزئية المتعلقة بالغاز الطبيعي حيث 40% من غاز اوروبا هو مستورد من روسيا .
سيكون هناك نظام عالمي مختلف و سيكون هناك نطاق عمل و حسابات مختلفة بعضها خوفاً و بعضها بغضاً و الخاسر الاكبر هو الاقتصاد و ارواح الجيوش .
“املنا بالله “