الدكتور أيمن سلامة –
الأول نيوز – انفجر المفاعل الرابع في تشيرنوبيل – أوكرانيا عام 1986 خلال اختبار أمان فاشل، مما أدى إلى انتشار سُحب من الإشعاع عبر معظم أنحاء أوروبا، وقدر عدد الوفيات المباشرة وغير المباشرة الناجمة عن الكارثة ما يصل إلى 93000 حالة وفاة إضافية بالسرطان في جميع أنحاء العالم.
تعرضت اليوم الجمعة أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا لقصف روسي في ساعة مبكرة من صباح الجمعة، فاندلع حريق في أحد مفاعلاتها الستة وأثار مخاوف من وقوع كارثة يمكن أن تؤثر على أوروبا الوسطى بأكملها لعقود ، مثل كارثة تشيرنوبيل عام 1986.
ولكن على الرغم من أن محطةZaporizhzhiaالنووية ذات تصميم مختلف عن محطة تشيرنوبيل ومحمية من الحريق، إلا أن خبراء السلامة النووية والوكالة الدولية للطاقة الذرية يحذرون من أن شن حرب داخل وحول هذه المنشآت يمثل مخاطر شديدة.
تدليلاً، فإذا قطع القتال إمدادات الطاقة إلى المحطة النووية، فسوف تضطرالمحطة إلى استخدام مولدات ديزل أقل موثوقية لتوفير الطاقة في حالات الطوارئ لأنظمة التبريد العاملة، و قد يؤدي فشل هذه الأنظمة إلى كارثة مماثلة لتلك التي حدثت في محطة فوكوشيما اليابانية ، عندما دمر زلزال هائل وتسونامي في عام 2011 أنظمة التبريد ، مما أدى إلى انهيارات في ثلاثة مفاعلات.
وفقاً لمتخصصين :فالاعتماد على مولدات الديزل للطوارئ ، والتي لا يمكن الاعتماد عليها إلى حد كبير ويمكن أن تتعطل أو ينفد الوقود ، مما يتسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن المحطة الذي من شأنه أن يوقف دوران المياه اللازمة لتبريد حوض الوقود المستهلك .
لم يتضح على الفور كيف أصيبت محطة الطاقة، لكن عمدة المدينة قال إن رتلًا عسكريًا روسيًا شوهد متجهًا نحو المنشأة النووية وسُمع دوي أعيرة نارية في المدينة ، وفي وقت لاحق اليوم ، صرحت السلطات الأوكرانية إن روسيا استولت على المحطة النووية.
أفاد التلفزيون الأوكراني إنه في وقت مبكر من صباح الجمعة، سقطت قذائف مباشرة على المنشأة وأضرمت النيران في أحد مفاعلاتها الستة، وكان مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، صرح سابقاً أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية “ قلقة للغاية ” من قيام القوات الروسية بعمليات عسكرية قريبة جدًا.
شدد مدير الوكالة في ذات السياق علي ضرورة ألا يؤدي النزاع المسلح والأنشطة على الأرض حول محطة الطاقة النووية، وأي من المنشآت النووية الأوكرانية الأخرى إلى تعريض المنشآت أو الأشخاص الذين يعملون فيها ومن حولها للخطر.
يحتوي المفاعل الأوكراني على وقود نووي عالي النشاط الإشعاعي، و تم فصل أربعة من المفاعلات الستة الأخرى عن العمل، ولم يتبق سوى واحد قيد التشغيل، ويري آخرون أنه حتى إغلاق المفاعلات لن يساعد إذا فشل نظام التبريد بهذه الطريقة.
يسلط الحادث الكارثي الضوء على خطر تعرض المنشآت التي تحتوي على مواد مشعة للضرر أثناء النزاع المسلح، مع احتمال حدوث عواقب وخيمة، ويحظر القانون الدولي الإنساني استهداف أي أعيان تحتوي علي مواد خطرة من قبل المحاربين.
جلي أن في ظل الظروف العادية -السلم-، فإن احتمال فقدان مفاعل للطاقة وتلف مولدات الطوارئ التي تعمل بالديزل وعدم إصلاحها بسرعة كافية هو احتمال ضئيل للغاية،لكن في الحرب، كل هذه الإخفاقات المختلفة التي يجب أن تحدث حتى يتلف المفاعل وينهار يصبح أكثر احتمالاً
ختاما، يدق الحادث جرس انذار لأوكرانيا والمجتمع الدولي، لإعادة تقييم مخاطر امتلاك محطات نووية كأهداف محتملة في زمن الحرب، بعد اقدام جيوش الدول علي اقتراف مثل هذه الانتهاكات الجسيمة علي حد قول أحد الأساتذة اليابانيين المتخصصين في الطاقة النووية.