مقالات مشابهة
أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز – مات إلياس إسبير غانم…..، والأستاذ إلياس أحد أبرز مَن عمل معلمًا في مدارس الفحيص الحكومية منذ نهاية الستينيات، ولم يغادرها حتى وفاته يوم الثلاثاء.
شاب في كامل الوسامة والأناقة جاء إلى مدارس الفحيص من بيت ساحور، معلما للتربية الفنية.
تتلمذتُ على يديه في الصفوف الابتدائية الأولى، لم يكن معلما للتربية الفنية فقط، بل كان يقوم بتدريس معظم المواد.
كانت حصص الفن في المدارس الحكومية، وأعتقد للأسف أنها ما زالت حتى الآن، حصة فراغ وأشغال داخل المدرسة، لكن الأستاذ إلياس غانم عازفَ العود الموهوب، حوَّلها في فترات معيَّنة إلى حصة حقيقية.
تزامَلنا في الدراسة مع أفضل عازف عود مَرَّ على الأردن صخر حتَّر أطال الله عُمَره، وقد إكتشف موهبته مبكرا الأستاذ إلياس فكان يطلب منه في كل حصة فنٍ أن يُحضر عوده معه، فتحولت حصة الفن إلى حصة موسيقى حقيقية.
لم يتعب المرحوم إلياس غانم أبو حازم يوما من التدريس، بل بقي مواظبًا على أدائِه المتميِّز، حتى بعد أن تقاعد من وزارة التربية والتعليم، التقطته مدارس خاصة أبرزها مدارس المَنهل، حيث استفادت من عطائه وتَميُّزه.
حتى بعد التقاعد التام، استمر المرحوم أبو حازم مواظبًا على حضور أنشطة الفحيص الثقافية، أتذكر في الأمسية التي استضاف فيها منتدى الفحيص الثقافي وزير التربية والتعليم السابق الدكتور محمد الذنيبات في أكتوبر 2015 ، حضر إلياس غانم، وقدَّم مُداخلة جميلة عن بدايات التعليم لاقت إعجابَ الدكتور الذنيبات وتقديره.
عندما تَفقِدُ جُزءًا من طفولتك وصِباك، تشعر أن قطار العمر بدأ يقترب من نهاياته، فكيف الحال بمعلم من الطراز النادر أسهم في بناء شخصيتك وتربيتك وأخلاقك في مراحل التأسيس.
أكُن للأستاذ الكبير، والمعلم المحترم، والفنان الموهوب إلياس غانم اسبير أبو حازم كل المحبة والتقدير والاعتزاز بأنّي أحد طلابه، وأعتقد أن كثيرا من شباب الفحيص وماحص يُكنّون الاحساس نفسها والمشاعر والتقدير.
لروحك أستاذَنا الفاضل الرحمة والتقدير، وما بدَّلت تبديلا، ولأسرتك الكريمة الزوجة الفاضلة انتصار يعقوب المصاروه وأبنائك الدكتورة لبنى وحازم والمهندسة لمى والمحامي وسام وشادي وكل محبيه خالص مشاعر العزاء.
