جمال حيدرة * –
الأول نيوز – في 17 مارس 2022م أعلن مجلس التعاون الخليجي عن مبادرة تدعو لجولة مشاورات يمنية جديدة تستضيفها الرياض، موجها دعوة عامة لكل الأطراف اليمنية، في مسعى لوقف النزيف اليمني، بعد سبع سنوات من الحرب، ولم يتأخر رد الحوثيين كثيرا حيث استهدفوا -بعد 7 أيام من دعوة مجلس التعاون الخليجي – مصفاة أرامكو السعودية بالصواريخ البالستية، و المسيرات، وهذا الأمر دفع السعودية إلى إخلاء مسؤوليتها عن نقص امدادات النفط للأسواق العالمية.
وعلى ايقاع الإدانات الدولية للحوثيين، أرسلت السعودية أكثر من 500 دعوة شملت مختلف المكونات السياسية اليمنية للمشاركة فيما اسمته بالمشاورات اليمنية اليمنية، لكن بقي الحوثيون خارج هذه الإطار، ولم يقبلوا بالمشاركة، إلا وفق شروط منها: رفع الحصار واحترام سيادة واستقلال اليمن، مع مراعاة لحسن الجوار، متهمين في بيان لهم السعودية بالتلكؤ وعدم رغبتها الجدية بالسلام، في حين استمرت السعودية باستقبال وفود يمنية معظمهم قادمون من دول أوروبية وعربية، ومنفصلين تماما عن هموم الناس ومشاكلهم في الداخل اليمني.
في صبيحة 30 مارس أعلن نايف الحجرف أمين عام مجلس التعاون الخليجي عن بدء المشاورات اليمنية اليمنية، مؤكدا بإن سقف تلك المشاورات هي المرجعيات الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل، وقرار مجلس الأمن 2216، كما أكد أن اتفاق الرياض يشكل خارطة طريق، واستحقاقا وطنيا يمنيا.
وأعلن الحجرف أن المشاورات اليمنية اليمنية تتضمن ستة محاور تتمثل بالمحور السياسي، والمحور الاقتصادي والتنموي، والمحور الإغاثي والإنساني، والمحور الاجتماعي، والمحور الإعلامي.
تبدو هذه المحاور كمحاولة لمعالجة المشاكل التي تعاني منها الشرعية اليمنية متعددة الولاءات، والأهداف، والمتناحرة فيما بينها البين، لكنها لن تضع نهاية للحرب في اليمن، ذلك أن الحوثيين وهم الطرف الرئيسي فيها غائب، بل لا يعترف بالشرعية اليمنية، ويريد مشاورات سعودية يمنية، يكون هو طرفها والممثل الوحيد لليمنيين.
وبمجرد أن بدأت المشاورات، صعد الحوثيون عسكريا باتجاه محافظة مأرب آخر معاقل الشرعية اليمنية في الشمال،
وهنا يطرح السؤال نفسه، ما أهمية هذه المشاورات، وما هو جديدها، وماذا تريد السعودية، ودول الخليج منها؟
شخصيا لا أرى لها أي اهمية، ولو أن السعودية استمرت في تنفيذ بنود اتفاق الرياض في شقه العسكري والأمني والاقتصادي، لكانت وفرت على نفسها أعباء استضافة ازيد من 500 شخصية يمنية، ورفعت مقابل ذلك المعاناة عن كاهل 25 مليون يمني 80% منهم غير قادرين على توفير المواد الغذائية الأساسية.
تخبط السعودي في تعاملها مع الملف اليمني، يقدم خدمة كبيرة للحوثيين، ويكسبهم شعبية كبيرة شمالا، كما أنه يضعفها جنوبا، وذلك بسبب عدم قدرتها على الإيفاء بتعهداتها المالية التي أنشأت من أجلها البرنامج السعودي لتنمية واعمار اليمن، بل أنها عجزت عن انتشال ازيد من 80% من اليمنيين من مستنقع المجاعة.
تجدر الإشارة أن اتفاق الرياض كان قد عالج كل المشاكل المطروحة في المشاورات اليمنية الجارية في الرياض.
* (إعلامي يمني)