“موسم الهجرة إلى الشمال”.. وادي أم النمل أُنموذجًا!

أسامة الرنتيسي –

 

الأول نيوز – بكل تأكيد؛ ستتوقف وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة مع ما حصل يوم الجمعة في “موسم الهجرة إلى الشمال”، ليس رواية الطيب صالح، بل رواية بسيطة كيف هاجر الأردنيون يوم الجمعة إلى الشمال، تحديدًا إلى منطقة وادي أُم النُمل في لواء الكوره كفر راكب.
الأمر لم يحتج إلى أكثر من فيديو بثّه ناشط سعودي وصل المنطقة في زيارة سياحية، قال فيه: “ليس كل هذا الجمال والورد في هولندا وليس في أية مدينة أوروبية، إنه في شمال الأردن في وادي أم النمل تحديدا…”.
التقط الموضوع ولي العهد الأمير الحسين، فزار المنطقة والتقى ناشطين في الترويج السياحي، ونشر عدة صور في غاية الجمال للمنطقة.
بصراحة؛ في الأردن، لم تبق روافع لموازنة الدولة غير الضرائب وجيب المواطن، والسياحة، جيب المواطن نعرف جميعا أنها (مخزوقة من الآخر…) أما السياحة فهي التي تقدم المليارات للموازنة حيث وصل الدخل السياحي 5.3 مليار دولار خلال عام 2019 والطموح قبل الكورونا أكبر وأفضل.
الآن؛ لم يعد الحديث عن قطاع السياحة ودعمه وتجديد عودته من جديد ترفًا وشعارات..
من الآن وزارة السياحة يجب ان ترتفع إلى الوزارات السيادية فعلا.
لتقلل الحكومة من الشعارات ولتضع الأمور في نصابها الصحيح حتى لا نسقط في المحرمات، ويوما بعد يوم يرفع في وجهنا وزير المالية أرقام العجز وانخفاض الإيرادات المحلية.
قطاع السياحة في الأردن يقوم على أربع روافع، مكاتب السياحة والسفر والأدلاء السياحيين، وشركات النقل السياحي، والمشروعات السياحية والمطاعم.
الأربع روافع للأسف الشديد، تضررت كثيرا، وكثيرا جدا، ومن غير المتوقع أن تعود للعمل والحياة قريبا، ومن غير المعقول أن تبقى من دون دعم حقيقي من الدولة، وهي التي دعمت الدولة في أوقات الشدة والرخاء.
في معركة الكورونا فُرمت كل الأفكار والاعتبارات السابقة، وطحن فيروس الكورونا الاعتبارات السياسية والعقائدية والطائفية، والآن جاء دور الاعتبارات الأمنية التي كانت تعطل السياحة الدينية، ففي بلادنا مناطق جاذبة جدا للسياحة الدينية الإسلامية والمسيحية، وعلينا الآن أن نفتح أبوابنا من دون تعقيدات ومخاوف للسياح من شتى الملل والطوائف، يكفينا خوفا من السياحة الدينية والتشيُّع، ما بعد زمن الكورونا ليس كما قبله.
والمغطس؛ منطقة غير متوفرة في أي مكان من العالم، علينا الاستفادة منها بعد انحسار وباء الكورونا، لأن كل التوقعات تشير إلى ارتفاع منسوب التدين بعد القضاء على الفيروس، وبعد الإغلاقات الكبيرة لمواقع العبادة الإسلامية والمسيحية.
لنوسع الأبواب أيضا للسياحة العلاجية، لقد خسرنا مئات الملايين من تشديد القيود على السياحة العلاجية، فقضية الجنسيات المقيدة وجب الآن إعادة النظر فيها سريعا.
والسياحة التعليمية، خسرناها وخربنا أهم جاذب للتعليم العالي في بلادنا، عندما حاربنا الاستثمار في التعليم العالي، وتعاملنا مع الجامعات الخاصة كأنها استثمار فساد.
ما بعد الكورونا خطط واستراتيجيات جديدة، وعقليات مختلفة تقود المرحلة، يكفينا سنوات طوال نعمل تحت نظرية “سارحة والرب راعيها…”.
الدايم الله..

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

الوفاء غائب ولغة التخوين والحقد حاضرة

أسامة الرنتيسي –   الأول نيوز – الوفاء؛ الصفة الغائبة عن مجتمعنا منذ سنوات، رافقها …