عودة المرضى اليمنيين … هل هناك أمل ؟

 

 

الدكتور سهيل الصويص –

 

 

الأول نيوز – قبل أيام صرح رئيس المجلس العسكري الأعلى في صنعاء بأن اَلاف المرضى اليمنيين ينتظرون إعادة فتح مطار صنعاء للذهاب للعلاج في الخارج .

منذ منتصف التسعينيات كانت مستشفيات عمان الوجهة الوحيدة التي يقصدها اليمنيون ، كانوا يحضرون لبلد يعتبروه وطنهم الثاني وكانوا سعداء وفخورين بل ويشعرون أنهم بين أهلهم .

هل يا ترى ما تزال بوصلة قوافل المرضى اليمنيين مصوبة باتجاه عمان ولا يتوجب علينا القلق فالانتظار لن يطول وستطأ أقدامهم مطار عمان مجدداً عما قريب ؟

تمر اليمن الشقيقة منذ ثمانية أعوام بظروف قاهرة فالحرب أجبرتهم على الأخذ بالحسبان الكلفة المترتبة على علاجهم فلم تعد الإمكانيات لدى الغالبية العظمى منهم تسمح بالتبذير خارج نطاق الحاجة الحيوية .

اليمني بطبيعته إنسان بسيط يمنح ثقته بعفوية لكنه لا يغفر إن حاول البعض استغلال طيبة قلبه . فمنذ عشرون عاماً بدأت تطفو على العلاقة بين المرضى ومؤسسات العلاج في عمان سحابة سوء تفاهم لم تبددها السلطة الصحية الأردنية مما أدى لنفورهم التدريجي من عيادات ومستشفيات عمان . فمنذ عام 2000 تكاثرت الأصوات في الصحافة اليمنية منتقدة ما يجري من تصرفات فردية مؤسفة تجاههم في قلة من عيادات ومستشفيات عمان وبدل أن تتصدى وزارة الصحة لما يجري قامت عام 2001 بافتتاح مكتب استقبال للمرضى في المطار والذي تحول بسرعة لمكتب خدمات خاصة لبعض الأطباء والمستشفيات وغدت التجاوزات تمارس به بحرية مع استغلال للمرضى منذ وصولهم للمطار حسبما استنتجته اللجنة الوطنية لتشجيع السياحة العلاجية عام 2004 وتواصلت بعدها مسيرة الممارسات غير المشرفة فبدأت قوافل المرضى تهجر ديارنا اللهم سوى في اسطوانات يرددها الأشخاص ذاتهم منذ سنين بدون أدنى دراسة واثبات بأننا ما زلنا حتى اليوم نستقبل ربع مليون مريض ونجني مليار دينار سنوياً حتى بعد وقف الرحلات من اليمن وليبيا والسودان مصدر غالبية المرضى .

مع مرور السنين ظهرت على شاشة المنافسة الاقليمية عواصم جديدة فتمكنت اسطنبول سريعاً من اكتساب ثقة المرضى العرب والأهم المرضى الأردنيين الذين هجروا بدورهم عمان لطلب العلاج بكلفة أقل فغدت اسطنبول بذكاء ترويجهم وكلفتهم المعقولة العاصمة العلاجية الإقليمية الأولى دون منازع وسلبت بفضل قصر نظرنا المكانة التي كانت تتربع عليها عمان .

هل يعني ذلك بأننا فقدنا الأمل وعلينا أن نترحم على سياحة علاجية أردنية ترضخ تحت رحمة المجهول ؟ الجواب قد يكون سلبياً لو تصرفنا في السنوات الاخيرة بحكمة وذكاء ونبذنا سياسة الاستغلال فقدوم مريض عربي للعلاج ليس مفيداً لعيادات ومراكز ومستشفيات فقط بل لاقتصاد وطن بأكمله وكان علينا منذ زمن طويل تقليم الأظافر التي تخدش أجسام الأبرياء والأنياب التي تخترق عروقهم .

السؤال المحزن اليوم لماذا سيأتون للأردن يا ترى إن كانوا سيقعون فريسة التصرفات السابقة من قبل حفنة ولو بسيطة من أطباء ومستشفيات لا يسيرهم سوى مبدأ استغلال المرضى ومضاعفة كلفة علاجهم دون حسيب أو رقيب ؟ هل سيحضرون لتستلقفهم دعايات اصطياد الأبرياء عبر مواقع التواصل الاجتماعي لعمليات تكميم معدة وما يشابهها وعمليات تجميل خطرة لا وجود بها لأسماء واختصاصات لتكون النتيجة ضحايا بريئة تحت عيون أجهزة وزارة الصحة ؟ لماذا سيحضرون يا ترى ورئيس جمعية المستشفيات الخاصة يصرح بافتخار بأن مائة مريض يمني قد تم علاجهم في عمان بكلفة 15 مليون دينار أي بكل بساطة 150 ألف دينار لكل مريض أتسمعون بربكم وكلفة عملية قلب مفتوح لمريض أمريكي في الهند لا تتجاوز مع الرحلة والإقامة خمسة وعشرون ألف دولار ؟وإن حضروا هل سيكون من حق كافة أطباء الأردن ومستشفياته علاجهم أم كما حدث للجرحى الليبيين سيكونوا حصراً على مستشفيات معينة والأطباء المحسوبين عليها وبعضهم من عديمي الكفاءة والضمير ؟

هل يمكن تصويب مسيرة الممارسة السليمة الشريفة ونستعيد أمجاد الماضي  والعقول والنفوس المسيطرة لم تتغير ووزارة الصحة تقف عاجزة منذ عشرين سنة عن التصدي لهيمنة بعض الأشخاص والمؤسسات التي لطالما استفردت بالغنائم وتقاسمتها بين الرفاق أم أن الوزارة ستستيقظ وتوقف بشجاعة وصرامة نابذة فكرة الاكتفاء بطلب العون من مكتب استقبال ديكوري في المطار سيتم اختراقه بفضل قوة متنفذين مبدأهم الوحيد تضخيم محصولهم ويعود المسلسل الشيق لتسابق سيارات اسعاف المستشفيات أمام المطار اَملة انتزاع صيدة ثمينة جديدة ؟

 

 

 

 

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

التشهير وتشويه السمعة!

الاول نيوز – د. ذوقان عبيدات ​أعلِن أوّلًا أن هذه المقالة لا ترتبط بقضية معيّنة، …