دبكة الرئيس ودبكات السوشيال ميديا!

أسامة الرنتيسي –

 

الأول نيوز – هل من المعقول أن ينشغل كثيرون من سكان دولة السوشيال ميديا ويشغلون معهم العالم لعدة أيام بتعليقات سمجة حول حضور رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة احتفالية رمضانية في إربد، وقيامه بالمشاركة في الدبكة.
مستوى التعليقات كان مؤذيًا جدًا، للنفس والأخلاق، إلا أن وصلت إلى الاستهزاء بأن الرئيس لا يتقن فنون الدبكة، وهو حسب معلوماتي لم يقدم نفسه يوما منافسا للمرحوم “أبو خالد المعاني” قائد فرقة معان للفولكلور الشعبي، بل شارك مثلما يفعل معظمنا في لحظة فرحٍ وتجلٍ فنشبك مع الدبيكة.
فيديوهات كثيرة، انتشرت كالنار في الهشيم، لحركات الرئيس وبساطته في الدبكة، وعندما لوَّح بيديه، للأسف روجتها مواقع إلكترونية محترمة، أساءت كثيرا عبر ما نشر من ألفاظ وتعليقات.
لا أدري ماذا أصاب أخلاقنا، بحيث تصاب بعد جولة بسيطة في مواقع التواصل الاجتماعي بالغثيان، بسبب تعليقات بعض المشتركين الهابطة، الذين يحملون سيوفهم الخشبية في وسائل الإعلام الحديثة، في الفيس بوك وتويتر، وجروبات الواتس أب وبعض الفضائيات، ويمارسون أبشع صنوف الحقد والكراهية واللغة البذيئة، ضد كل شيء، وبالذات من يعارض أفكارهم، لا بل وصل المستوى في اللغة إلى هبوط لا يمكن معالجته إلا بالبتر وكشط الأوساخ من عقول عفنة، مُلفّعة بالبؤس والعتمة والضلال والسوء.
تقرأ تعليقات وعبارات منحطة، تستغرب من أي مستوى بائس خرِب خرج أصحابها، ومن أية أخلاق ينضحون كل هذا العفن، وتحزن على حالنا نحن الذين نؤمن بحرية الرأي والتعبير وحق الآخر في إبداء رأيه مهما اختلفت معه، لتكتشف ألا علاقة بين حرية الرأي وما ينشر في هذه الوسائل، حتى يدفعك هؤلاء إلى التشكيك في أصل وجود هذه الوسائل، والهدف من فتحها للعامة من دون أية رقابة قانونية أو أخلاقية.
لم يعد الوضع يُحتمل، ولم تعد قوانين الجرائم الإلكترونية تفي بالغرض، ومهما حاول أو هدد المرء باللجوء للقضاء فإن تنمر وتجبر بعض الأشخاص تجاوز كل حدود.
الحقيقة التي يغفلها كثيرون أن أعداد المتنمرين ليست كبيرة، لكن المشكلة الحقيقية في الأصوات العاقلة وهي الأكبر التي تقرأ حالات التنمر ولا ترد عليها، ولا حتى تلتفت إليها، والعقال هم الأقل مشاركة في الحضور على وسائل التواصل الاجتماعي.
ومشكلة أخرى يعاني منها بعض العقال والمتعلمين وبتوع المدارس (على رأي المسرح المصري) إنهم قد ينشرون ما يصل إلى هواتفهم من الغوغاء والدهماء من دون تحقق، وإذا راجعتهم يعترفون فورا أنهم لم يتحققوا ابدا من مصداقيتها.
المحصلة أنه حتى في الموت، تقرأ تعليقات لا تحترم لحظة المهابة لأشخاص أصبحوا تحت التراب.
الدايم الله…

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

لا حياد في العدوان.. صواريخ تفرح القلوب

أسامة الرنتيسي –   الأول نيوز –  العدوان الصهيوني على إيران لا حياد فيه، فكل …