أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز – تعود الحياة إلى قاع المدينة “وسط البلد” في العاصمة الأردنية عمان مع العشرة أيام الأخيرة من رمضان المبارك، فيتحول ليل عمان إلى نهار، وتزدحم الشوارع بالمرتادين بعد غياب خلال سنوات كورونا.
لا تجد مقعدا فارغا في مقاهي وسط البلد خاصة الطاولات التي تطل على الشارع مباشرة، من كافية المملكة أو الغندورة أو زجل أو المدينة، أما جفرا فللحكاية قصة أخرى.
أغان جميلة وتهاليل يصل صوتها إلى كل من هو قريب من مقهى جفرا، وفي ليلة الجمعة صدحت أصوات شباب الفن في جفرا بِطَلَع البدر علينا مع ضربات جميلة على الدفوف.
الازدحام أمام جفرا وزجل اضطر إلى تدخل نشامى رجال السير لتنظيم مرور السيارات والمشاة.
وللثقافة متسع من الوقت والترحيب منقطع النظير من قبل وارث مكتبة الطليعة “أول كشك في عمان” الذي افتتحه ابن قرية الولجة الفلسطينية التي قدم إلى عمان في عام 1949 المرحوم أحمد حسن ابو حسين، فكان أول من باع الصحف والمجلات.
في عام 1978 مُنح أبو حسين كشكا سمُاه الطليعة في دخلة سينما فلسطين وسط البلد، الكشك الذي تحول إلى مكتبة الطليعة حيث باتت المكان المفضل للعديد من المثقفين الأردنيين والعرب، وباتت عنوانا للمعرفة والثقافة التقدمية.
نجله المضياف سامي ابو حسين، حافظ على إرث والده، وحول في أيام رمضان ولياليه ساحة المكتبة إلى مكان يتجمع فيه الأصدقاء من كُتُاب ومثقفين وصحافيين، يدعوهم لاحتساء القهوة والشاي، وفي أيام كثيرة يقيم مآدب رمضانية تكريما لمن يحضر ساعة الإفطار، ويستعين بصواني الكفتة من عند مطعم نصار، وطناجر المقلوبة من مطعم القدس.
الزينة التي زادت جمال قاع المدينة جمالا، والتي جاءت بدعم من غرفة تجارة عمان والبنك العربي وأمانة عمان أضافت لمسات رائعة ضاعفت التقاط صور السِّلفي كثيرا من قبل زوار وسط البلد، التي تتميز هذا العام بزيارة العائلات صحبة الأطفال، بعد أن تحسن الجو ليلا، ويتسم بدفء لذيذ.
من يرِد تناول وجبة السحور عند مطعم هاشم عليه أن يقف طويلا على الدور للحصول على مقعد وطاولة على الشارع العام.
يخسر كثيرا من لا يقوم بزيارة قاع المدينة في هذه الأيام، فالأجواء ساحرة، ولمسات الشهر الفضيل واضحة للعيان.