رصاصةٌ اخيرةٌ للعاقلةِ الجميلة

حيدر الخفاجي * – الأول نيوز –

 

لمْ تُحاولْ بأنْ تختبئ
خلفَ زيتونةٍ
كالحمامةْ
لم تخفْ
لم تقِفْ
واكتفتْ بابتسامةْ
لم تُدِرْ ظهرَها للرصاصِ
فَمَرَّتْ تُرَفْرِفُ بينَ البنادقِ
تبَحثُ عَنْ فُسْحةٍ للخلاصِ
و لمْ تنتبهْ للعلامةْ
مَرَّتْ كنورسةٍ في سماءِ (جنينَ)
لتُعلنَ: يومَ القِيامةْ

مُرْتجِفاً مِثلَ لافتةٍ يومَ ريحْ
سدَّدَ طلقتَهُ نحوَها
إنّه يَصلُبُ الانَ ثانيةً
في (جنينَ) المسيحْ
أيُّها القاتلُ الانَ كلُّ السماءِ
تُسَجِّلُ في دفترٍ اسودٍ
أنتَ منْ يذبَحُ الطيرَ
والغيمَ
و الحبَ
ثمَّ تُسَجِّلُ في دفترٍ ابيضٍ
اسمَ (شيرينَ)
في حقلِ إسمِ الذبيحْ

ستبقونَ في كلِّ يومٍ لكُمْ مَجْزَرةْ
و في كلِّ يومٍ ستحضَرُ (شيرينَ)
تملأُ من دمِها المِحبرةْ
و تكتبُ عمَّنْ ينامونَ رُعباً
و يصحونَ رُعباً
وعمَّنْ ستَصعدُ للنَعْشِ
كيْ تلتقي في المساءِ ب(ناجي العلي)
يشربانِ معاً
قهوةً مُرَّةً عندَ بوابةِ المَقبَرةْ
(شيرينَ )تصرخُ : حتّى متى
ستبقونَ مُتَّخِذينَ مِنَ الخوفِ
وضعَ الرميْ ؟
سنُقْتَلُ ثُمَّ نعودُ و نَبقى
لأسقي بِبيتيَ زَيتونَتي مِنْ دميْ

ايها الواقفونَ على جانبَيِّ الطريقِ
الى المَسجِدِ الانَ
بينَ جدارِ المُصلّى و بينَ جدارِ البُراقْ
ما يحدثُ الانَ في (القُدسِ)
نفسُ الذي في (العراقْ)
قاتلٌ واحدٌ
وشهيدٌ جديدٌ
و (شيرينَ) تحمِلُ في رأسِها
مثلَ ساعي البريدْ
طلقةً او رسالةْ
ليبدأَ ( كشفُ الدلالةْ)
ف(شيرينُ ) ماتَتْ
ولكنهاْ لمْ تَمُتْ
انّما أطلَقَتْ حُلُماً
نحوَ جيشِ العدوِّ
الذي فرَّ
يسحبُ خوذتَهُ و ظِلالَهْ

(شيرينُ) ماتتْ
(شيرينُ) طارتْ
(شيرينُ) غابتْ
(شيرينُ)نامتْ فلا تُوقِظوها
ستصحو مِنَ الموتِ
حينَ سيُنهي العَدوُّ احتِلالَهْ

عمّان

١١/٥/٢٠٢٢

* شاعر عراقي

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

امتحان الرياضيات: مشكلة أم أزمة؟

د. ذوقان عبيدات – الأول نيوز –   في الأردن اعتدنا أن نختصر القضايا والأحداث، …