أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز – لا نتذكر النكبة حتى نتجرع مرارتها بعد 74 عاما على وقوعها، فنحن تسكننا النكسة والنكبة والخيبة منذ أن ضاعت فلسطين، وضاعت معها الأحلام.
حالة النهوض الشعبي والوطني التي تحققت على الأرض في مواجهة جريمة إغتيال الصحافية شيرين أبو عاقلة، رفعت معنويات الشعب الفلسطيني وشعوب العالم المؤمنة بالحق الفلسطيني، وأكدت أن كَنْس الاحتلال بات قريبا، وهزيمته في معركة نعش شيرين وفي القدس تحديدا كانت أكبر الإشارات ألى أن دولة الاحتلال مهما تغطرست فإنها إلى زوال حتمي.
في جريمة شيرين انتصرت القدس، التي تُنفّذُ حكومات إسرائيل ومنظمات المستوطنين منذ سنوات خطة لتطويق المدينة القديمة بتسع حدائق عامة وممرات للمشاة وغيرها من المواقع، بهدف إجراء تغيير جذري في الوضع القائم في المدينة، لتعزيز القدس عاصمة لإسرائيل.
الخطة كانت سرّية جدًا، والآن أصبحت علنية الدافع من ورائها، كما قالت منظمة صهيونية مستقلة، مستوحى من أيديولوجية اليمين المتطرف، لفرض هيمنة إسرائيل على المنطقة الواقعة حول المدينة القديمة.
وتكشف كيف أن الحكومة الإسرائيلية والمستوطنين يعملون هيئة واحدة، يفرضون هيمنة توراتية على القدس، من خلال ربط مستوطنة أرمون هاناتزيف المتاخمة لجبل المكبّر وحي السلوان جنوب القدس ورأس العمود وجبل الزيتون في الشرق والشيخ جراح في الشمال. والخطة واضحة تماما، وتريد أن تُخرج القدس من أي مشروع لحل سياسي في المستقبل، كما تُخرج “إسرائيل” الآن قضية حق العودة من أي مشروعات سياسية.
مشروعات استيطانية ذات طابع جهنمي، تصل إلى حدود هدم منازل نحو 60 ألف فلسطيني في القدس الشرقية، وهدم أجزاء من الكنائس المسيحية، وتهديد الأقصى بالتدمير بالحفريات التي لم تتوقف تحته.
إن ما يجري في القدس المحتلة حاليا، مجرد حلقة من مخطط يتم تنفيذه تباعا منذ الاحتلال الصهيوني في يونيو (حزيران) عام 1967 . وما تتعرض له القدس خطير جدا، ولن تحميها الاجتماعات، وإصدار البيانات، وإقامة المهرجانات، وتأليف اللجان.
القدس، التي كانت ذات يوم عروس عروبتنا، مثلما أبدع الشاعر الكبير مظفّر النَّواب..
“القدس عروس عروبتكم
فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها
ووقفتم تسترقون السمع وراء الأبواب لصرخات بكارتها
وسحبتم كل خناجركم ،
وتنافختم شرفا وصرختم فيها أن تسكت صونا للعرض ؟؟
فما أشرفكم…… !
نعش شيرين في تابوت المواجهة كشف أكثر عن الوجة القبيح للاحتلال ووضع مسمارا في نهاية إسرائيل القريبة وتزامن مع ذكرى النكبة.
الدايم الله….