أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز – الأونروا؛ وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين لا تزال أحد الشهود الأحياء على نكبة اللجوء الفلسطيني.
و”أرض”؛ هي منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية، أهم وأنشط مؤسسات المجتمع المدني في الأردن حاليا بقيادة الأنيقة سمر محارب المديرة التنفيذية، وفريق العمل المميز.
“الطاولة المستديرة حول مستقبل الأونروا..” إجتماع وجلسة عصف ذهني مثمرة ونوعية عقدتها المنظمة في مقرها الجميل في الدوار الثالث بحضور نخبة مختارة بعناية ومهتمة بملف الوكالة، تداولت آخر تطورات الأوضاع في الأونروا، بعد أن قدمت الخبيرة في المنظمة تغريد عودة بكل براعة ملخصا للمذكرة المرجعية للاجتماع. الذي جاء “استجابة لضرورة مناقشة بيانات الأونروا الأخيرة في ضوء الأزمة المالية المزمنة وانعكاساتها على الأردن والمنطقة الأوسع، وتزامنا مع ذكرى النكسة وفي إطار برنامج القضية الفلسطينية”.
استعرض الاجتماع موجزًا تأريخيًا لاستجابة الأمم المتحدة لقضية اللاجئين الفلسطينيين والأزمة المالية للأونروا وكيف وصلنا إلى هنا، وأثر الأزمة المالية وخيارات المضي قدمًا، والدور المحتمل للأردن في معالجة الأزمة.
باختصار؛ منذ 74 عاما، ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التي أُسِّسَت في (ديسمبر 1949) تشحد على الشعب الفلسطيني.
منذ سنوات وهي تشحد علينا من الدول والجهات الداعمة وتدّعي عجزًا كبيرا يضرب موازنتها كل عام، وبعد التلاعب الأميركي بمصير المنظمة لمزيد من الضغوطات على الفلسطينيين.
العام الماضي آخر المؤتمرات الدُّولية لدعم الأونروا جاء بترتيب أردني سويدي، عقد في بروكسل لحشد “الدعم السياسي والمالي المستدام للوكالة”، التي تعاني من عجز سنوي يقدر بنحو 100 مليون دولار، وقد شارك في المؤتمر 29 وزير خارجية وممثلًا عن 61 دولةً ومنظمةً دُوليةً.
المضحك المحزن في المؤتمر، أن يحذّر أنطونيو غوتيريش أمين عام الأمم المتحدة، من “أزمة وجود” تواجهها “أونروا”، داعيا المانحين الدُّوليين إلى تقديم دعم مالي عاجل لضمان استمرار عملها.
المضحك المؤلم أكثر، هو الحديث عن أزمة مالية تعاني منها أونروا، التي وجدت لغوث اللاجئين، فاستمرت في توزيع الطحين والزيت، وأغمضت العين عن التشغيل والعمل، وأبقت على القليل من التعليم والطبابة، وأضيفت لها الآن مهام إعادة إعمار ما تدمره الحرب في غزة وغيرها من أماكن الوجود الفلسطيني.
هذه الأزمة المالية – برأيي المتواضع- مفتعلة لا تساوي أرقاما صغيرة من المبالغ المالية الضخمة التي تم فيها تمويل الفصائل والمنظمات الإرهابية التي عاثت فسادا وتخريبا في العالم، ولا تساوي كلفة ليلة قصف واحدة من الليالي التي تعرض فيها قطاع غزة، من القصف التدميري والزلزالي الذي جرب فيه الصهاينة شتى أنواع أسلحة الدمار، ولا تساوي ثمن طائرة مقاتلة الآن في الحرب الروسية الأوكرانية.
الدايم الله….