عصمت منصور يفتح خزائن الابطال الاسرى الفلسطينيين في روايته الجديدة 

تغريد سعادة –

الأول نيوز – في فلسطين نعتبر ان الاسرى الفلسطينيين هم الصفوة المناضلة، والتي دفعت سنين عمرها ثمنا لنيل الحرية، ومقابل الدفاع عن فلسطين. انهم في مرتبة الشهداء، ولكنهم الاحياء.

هؤلاء لم يكونوا يوما يشبهون الناس التي نراها في شوارع رام الله وطولكرم وجنين وغزة والقدس ويافا. انهم نخبة الصفوة الابطال.

وعلى قدر الصلابة وقوة الارادة والثقافة التي تميزهم – فهم لم يضيعوا سنين عمرهم بلا دراسة، وحصلوهم على اعلى الشهادات العلمية – هم الاقدر على الحب في اعلى تجلياته ومراتبه.

هذه كانت قناعتي حيال هؤلاء الابطال والتي شاءت ظروف عديدة الاجتماع بهم او بهن، ومعرفة بعضهم عن قرب.

وهو ايضا ما اكدته الرواية الجديدة للاسير المحرر عصمت منصور، والذي قضى عشرين عاما في الاعتقال عند الاحتلال.

انها رواية الخزنة والصادرة عن  “دار طباق للنشر والتوزيع“.

في  174 صفحة يحدثنا فيها منصور عن قصة محاولة الهروب من الاعتقال في سجون الاحتلال، وعن ظروف الاعتقال وطرق التعذيب، والصداقة القوية بين الاسرى. والتعاون المبهر بين اعضاء الفصائل المتناحرة سياسيا، فتح وحماس.

تتحدث الرواية عن يوميات الاسير الفلسطيني، وعن دواخله، والاحاديث التي لم يسردها علانية.

كتبها منصور على صفحات الرواية لتضعنا في صورة الحياة التي يعيشها الاسير الفلسطيني، وحتى الاختلافات بين الاسرى.

يحدثنا عن قصص السجانيين، الاعداء. وعن تلك المساحة الدقيقة التي تضع المناضل فيها لانه مرغما على رؤيتهم يوميا وحتمية تفاعله معهم.

ذكر منصور في روايته تعاطف بعض السجانين، ببعد انساني لا يخفيه الحديث بين السجان والمناضل. كما ذكر تلك الوحشية التي يتلقاها الاسير وبلا رحمه تحت التعذيب.

منصور في روايته ياخدنا الى داخل الاسر، والى تفاصيله، الساحة خلال الفورة ، وغرفة الغسيل، وغرف الاعتقال وممرات السجن وابوابه وغرف استقبال الزائرين ومكتب مدير السجن.

يكتب منصور ايضا عن الحب خلف القضبان . حب يتجلى في اعلى درجاته. قصة جمعت الاسير ومحاميته. كشف خلالها عن مشاعر الحب عند الاسير، انها تختلف، لانها ستسمو الى الاعالي.

ولكن سيضحي به، وهذه هي قناعة الابطال وهو المحكوم بالسجن مدى الحياة. لا خيار امامه. شهامة بطل.

هذا البطل سيخرج بصفقة افراج. وسياخذنا الى عالمه الداخلي، ولوعة في قلبه لتركه اصدقائه وشركاء في المعتقل خلفه.

في رواية منصور، فان هذا المحارب لم يغير نظرته للصراع مع الاحتلال، انه من حركة فتح، والتي تقود السلطة وعقدت الصفقة مع الاحتلال، الا ان بطل الرواية لازال يرى عدوه كما هو، على عكس محبوبته دارين والتي التقاها في احد المقاهي، لم يوضح الفارق الزمني ولكنه كان يتحدث عن جيلها، مما يشي ان ثمة فارق زمني بينهما.

كتب عن دارين والتي تناضل من الداخل، اي تراقب سلوك السلطة الفلسطينية لتشغلها التفاصيل عن المعركة الحقيقة مع الاحتلال.

كان لهذا البطل وجهة نظر اخرى، هي الاوسع والاعمق، فهو يعلم اكثر من الجميع.

تشاء الاقدار وحين جمعته قصة الحب مع دارين ان تعتقل على احد حواجز الاحتلال لنشاطها، وتحكم عاما كاملا في سجون الاحتلال.

انه يرى ان هذا العام كفيل لان تفهمه اكثر، هكذا كانت مواساته لنفسه. وكان يكتب لها كل يوم عن شعوره لفراقها.

في كل تفاصيل الرواية كان الاسير الفلسطيني انسان ومرهف وحساس وقوي وصلب وصاحب ارادة ومضحي وحالم وحبيب. انه دروس الحياة التي تجعلنا نرى ان النضال لاجل فلسطين لازال وبلا منازع هو الاسمى. وان المناضل حتما هو الاقدر على الحب وان لم تكتمل قصته في احيانا كثيرة.

ومنصور تحرر من سجون الاحتلال عام 2013 بعد اعتقال دام 20 عاماً، وهذه روايته الثالثة بعد رواية “السلك” عام 2013 ورواية “سجن السجن” عام 2010 ومجموعة قصصية بعنوان “فضاء مغلق” صدرت عام 2011.

عن Alaa

شاهد أيضاً

الشرع: وساطة أنقذت المنطقة من مصير مجهول ولسنا ممن يخشى الحرب

الأول نيوز – كشف الرئيس السوري، أحمد الشرع، عن تدخل فعّال لوساطة أميركية وعربية وتركية، …