مقالات مشابهة
أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز – قتلتني كثيرا الصور المنتشرة في الاعلام والسوشيال ميديا للشاعر الكبير زياد العناني الذي كرمه مهرجان جرش هذا العام.
ولا أدري هل يحق لنا أن ننشر صور زياد بحالته الصحية هذه أم يعد هذا تعديا على خصوصية حياته بعد أن أتعبه المرض والغياب والنسيان.
لكن؛ لو لم يفعل مهرجان جرش هذا العام سوى تكريم الشاعر زياد العناني وتكريم الاديب والسياسي والبرلماني فخري قعوار ، وتكريم الشاعر الراحل جريس سماوي في مدينته الفحيص بأمسية ستقام الثلاثاء في منتدى الفحيص الثقافي، لكان ناجحا بكل المعايير، برغم الملحوظات الكثيرة التي سادت أجواء المهرجان قبل افتتاحه بأسابيع ولا تزال.
زياد العناني شاعر مختلف وإنسان مختلف غدرت به جلطة دماغية في 28 / 8 / 2011 ، أقعدته المنزل وعطلت عنده نصف الجسم والحركة، ولم يكتفِ القدر بذلك، فداعبه السكري كثيرا، حتى استأذنه ببتر ساقه اليسرى، كأن حالته ينقصها هذا الغدر.
وكما عزف الرفيق موسى برهومه في مقطوعته عن زياد “دوّخه السُّكر، كما دوّخ السُّكرُ أمه” فكتب زياد:
“أُمي دوخها السُّكرُ
بتروا قدميْها
أُمي
أُمي
أُمي
ماذا عني
كيفَ سأبحثُ عن جنّةِ ما قالوا
تحتَ الأقدامْ؟”.
زاملت زياد في الايام الجميلة في بدايات صحيفة الغد، كان من أعذب من تسرق معه الدقائق لاحتساء فنجان قهوة في الكفتيريا، خاصة إذا كان زوارها من الصبايا الفاتنات.
في أحد الايام زارتني صبية جميلة، وهي فعلا جميلة جدا، كان صوتها رخيم…بعد فنجان قهوة قال زياد متغزلا بها بعد أن غادرت…”في صوتها رمل”.
زياد العناني من مواليد ناعور 1962 حاصل على الثانوية العامة التي أهلته للعمل موظفا حكوميا قبل ترك الوظيفة والالتحاق بصحيفة الرأي للعمل في الدائرة الثقافية، ثم في الدائرة الثقافية في صحيفة الغد التي غادرها إلى المركز العربي للقلب، وهو عضو رابطة الكتاب الاردنيين وإلاتحاد العام للادباء والكتاب العرب.
مؤلفاته الشعرية غزيرة بدأها في خزانة الأسف طباعة عام 2000 وللأسف “خزانة الاسف” منعت من دخول الاردن، وفي الماء دائما وارسم الصور، وكمائن طويلة الاجل، ومرضى بطول البال، وتسمية الدموع، وزهو الفاعل التي كرمته عليها وزارة الثقافة في الدورة الاولى من ” ملتقى الاردن للشعر”.
ومن ديوان زهو الفاعل قصيدة لم تكتمل..
البيت ما زال هو البيت
والدرب ما زال هو الدرب
ربما لم اره وهو يتغير بعد نومك
ولكن / لا عليك
إن ضاعت منك أو ضاع عنك
سيدلّك الحزن
وتقودك يد البكاء إلى جنتي….
زياد العناني، واسمه الحركي ابو الزوز عالجنا بهذه الابتسامة التي غمرت وجهه الجميل، الذي لا يزال صامدا صامدا صامدا….
الدايم الله…..
