هل سيصمد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ؟

أيمن سلامة –

 

الأول نيوز – صرح مسؤول فلسطيني اليوم الأحد ، إن وقفا لإطلاق النار في قطاع غزة سيدخل حيز التنفيذ عند الخامسة من مساء اليوم بتوقيت جرينتش (الثامنة بتوقيت فلسطين والسابعة بتوقيت القاهرة) ، وأضافت المصادر الإعلامية أن وقف اطلاق النار يتضمن التزاماً مصرياً بمتابعة ملف الأسرى وبخاصة ملف قيادي تنظيم الجهاد الفلسطيني في غزة ، بسام السعدي وخليل عواودة ، فضلا عن سماح إسرائيل بتخفيف الحصار الجائر على قطاع غزة وإدخال شاحنات وقود لمحطة الكهرباء غدا الاثنين.

جَلي أن كافة الاتفاقات التي توسطت فيها مصر بين الإسرائيليين والفلسطينيين تعهدت بمقتضاها اسرائيل بموجبات محددة و لكن اسرائيل ما فتئت تنقض جميع الاتفاقات و الوعود و العهود ، وحتي الاحتقان الأخير في قطاع غزة وقبل العدوان الإسرائيلي الغاشم يوم الجمعة الماضي ، كانت أرسلت إسرائيل لمصر رسالة مفادها أنها لن تقوم بالتصعيد ضد الفلسطينيين سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية .

تٌعرّف إتفاقيات وقف إطلاق النار بأنها “الاتفاقات ، التي ييسرها طرف ثالث ، والتي تُحدد القواعد والطرائق لأطراف النزاع لوقف القتال “. ومع ذلك ، للوصول إلى وقف إطلاق النار ، فإن أطراف النزاع والوسطاء والأطراف الثالثة يمكن أن يمروا في كثير من الأحيان باتفاقية “وقف الأعمال العدائية” الأولية ، ولكن الاخيرة عادة ما تكون أقل رسمية وتفصيلا ، كما يتضح من حالة الاتفاقية التي طبقت في سوريا في ربيع عام 2016 .

في السياق الإسرائيلي الفلسطيني ، قد تنظر أطراف النزاع في وقف إطلاق النار لأسباب تكتيكية وكذلك استراتيجية، و هذا المنطق يعد مفتاحاً لفهم التسوية السياسية التي قد تكون الأطراف على استعداد للنظر فيها عند التفاوض على تفاصيل اتفاق السلام النهائي ، وحين يتيقن أطراف النزاع أن اتفاق وقف إطلاق النار المبرم لن يقود إلي عملية سياسية شاملة ، هنا قد تحتاج الأطراف إلى وقفة لإعادة إمداد مقاتليها أو قد ترغب في التأكد من قيادة الطرف الآخر وسيطرته على قواته ، ويعاب علي كافة الاتفاقات المبرمة في صدد النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي أنها لم تبرم بغرض تمهيد أفضل الظروف للتسوية السليمة العادلة للقضية العادلة لدولة فلسطين .

هناك العديد من الضمانات التي يلزم توافرها من أجل استمرار وفاعلية اتفاق وقف إطلاق النار بين المتحاربين ، و تشمل هذه الضمانات المجالات الأساسية الخمسة الأتية :

أولا : تعريف وقف إطلاق النار نفسه (المنطقة التي ينطبق عليها في حالة وقف إطلاق النار المحلي ، ومتى وكيف يبدأ نفاذه ؟)

ثانيا : يتضمن وقف إطلاق النار “خطوط سيطرة” ، مناطق منزوعة السلاح ومناطق عازلة ، وفي السياق الإسرائيلي فسلطة الاحتلال العسكري هي دوما التي تفرض ، انفرادا ، ودون تنسيق مع الفلسطينيين أو الوسطاء مثل هذه المناطق .

ثالثا: الترتيبات التفصيلية لرصد تنفيذ وقف إطلاق النار ، والتي ستتضمن أحكامًا للإبلاغ عن الحوادث والتحقق منها وتسوية النزاعات، و غالبًا ما يقوم بذلك جنود حفظ سلام مسلحون أو مراقبون غير مسلحون، و قد تتكون فرق المراقبة من مراقبين وطنيين ، أو مراقبين دوليين حصريًا – وهو ما يميل إلى أن يكون القاعدة في بعثات حفظ السلام – أو مزيجًا من الأعضاء الدوليين والوطنيين ، و يشار هنا إلي أن إسرائيل تكاد تكون الدولة الحصرية التي ما فتئت ترفض اشتراك أي بعثات أممية ترسلها المنظمة ومن أي نوع لمراقبة اتفاقات حفظ السلام أو اتفاقات وقف إطلاف النار أو الهدنة ، والتي تكون إسرائيل طرفا فيها ، منذ حرب السويس عام 1956 ، حين رفضت اسرائيل تواجد قوة الطوارئ الأولي للأمم المتحدة في صحراء النقب .

رابعا : الأحكام المحددة السياق والتي تتعلق بالإفراج عن أسري الحرب والمعتقلين ، وإزالة الألغام ، والوصول إلى المساعدة الإنسانية في مناطق النزاع، وتسليم جثامين القتلي ، وهنا فالخروقات الٍإسرائيلية بخصوص الإفراج عن الأسري و تسليم جثامين القتلي و فك الحصار و إيصال المساعدات الإنسانية للمحاصرين في قطاع غزة لا يعوزها تدليل .

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

قراءة في نهج دولة الرئيس

د. حسين سالم السرحان – الأول نيوز –  تنبع أهمية الزيارات الميدانية للمسؤولين من التحديات …