بايدن يضم فنلندا والسويد للناتو ويضيف رقما جديدا للحلف

أيمن سلامة –

 

الأول نيوز – صادق أمس الرئيس الأميركي جو بايدن، على انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”،ودفعت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، إلى تغيير تاريخي في موقف الحياد العتيد لكلا البلدين ،حيث خلعتا عباءة الحياد التي تدثرتا بها لعقود طويلة .

ويأتي توقيع بايدن، على بروتوكول موافقة بلاده على انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو، بعد موافقة مجلس الشيوخ الأميركي بأغلبية ساحقة لصالح الخطوة بتصويت 95 عضوا مقابل واحد، لصالح انضمام الدولتين، ما يجعل واشنطن الدولة الـ23 من أصل 30 بلدا التي تقر الانضمام رسميا ، لكن ستنتظر الدولتان موافقة اليونان والتشيك والبرتغال والمجر وإسبانيا وسلوفاكيا، وأخيرا تركيا التي ما برحت تشكل حجرة عثرة ” حتي الآن ” في سبيل انضمام الدولتان للحلف .

شَكّلت العملية الروسية في أوكرانيا أكبر وأهم رافعة أحدثت ذلك الزخم الهائل الأوروبي علي المستوي الرسمي ، ومَهّدت هذه الرافعة التاريخية لتشكيل أقوي نَسق أوروبي موحد لدول الإتحاد منذ إرساء اللبنات الأولي في الاتحاد عام 1957 في روما علي أسس اقتصادية لا أمنية أو عسكرية حينئذ .

أحدثت العملية الروسية في أوكرانيا دويا شديدا ، قارع دوي المدافع و أزيز الطائرات ، في أروقة بروكسل وشنّف ذلك الصدى آذان شعوب دول الإتحاد الأوربي وصارت العبارة المجلجلة “أوروبا اليوم أكثر اتحادًا من أي وقت مضى” هي الشعار الجديد في أروقة بروكسل ، ومثلت تعويذة تتكرر لدرء أشباح الأزمات الأخيرة وتبرز في الخارج أن أوروبا لديها مرة أخرى مشروع سياسي مشترك.

في سياق أصداء الحرب في أوكرانيا ، وافقت الدول الأعضاء في الإتحاد الأوربي على البوصلة الاستراتيجية في مارس 2022، وهي خطة عمل لتعزيز سياسة الأمن والدفاع في الاتحاد الأوروبي من الآن وحتى عام 2030، وعلى الرغم من أن هذه البوصلة الاستراتيجية كانت قيد الإعداد منذ عامين ، إلا أن محتواها تكيف بسرعة مع السياق الجديد الذي أحدثته العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا .

لقد وردت في البوصلة الاستراتيجية الأوربية ، وكنتيجة مباشرة للحرب في أوكرانيا ، مستحدثات متوازية مع الحرب الدائرة في التخوم الشرقية لدول الاتحاد الأوربي ، ومن بين هذه العبارات المثيرة : ” تُجبرنا هذه البيئة الأمنية الأكثر عدائية على اتخاذ قفزة حاسمة وتدفعنا لزيادة قدرتنا ورغبتنا في العمل ، وتعزيز قدرتنا على الصمود وضمان التضامن والمساعدة المتبادلة ”

بتوسع بل بزحف الناتو شرقا ، فإن ذلك يعني تغييرًا ملحوظًا في رقعة الشطرنج الجيوسياسية العالمية وبما يشكله ذلك التوسع من تداعيات مستقبلية ، ففنلندا العدو السابق للاتحاد السوفيتي السابق ، تتاخم روسيا في حدود 1300 كيلومتر ، وبهذه الطريقة ، إضافة إلى دول الشمال الأوروبي التي تتمتع بإمكانيات عسكرية ملحوظة ، يستطيع الحلف أن يتحكم في بحر البلطيق ويوسع من مجال نفوذه في القطب الشمالي .

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

المملكة بين ذاكرة التأسيس ومسؤولية الامتداد

الأول نيوز – د. حسين سالم السرحان في مسيرة الدولة الأردنية لم يكن البناء السياسي …