الفحيص تعيد الروح لشاعر الوطن جريس سماوي أمام أعين مسكونة بالفَقْد

أسامة الرنتيسي –

 

الأول نيوز – أعادت الفحيص عبر مهرجانها في دورته الثلاثين الروح إلى الشاعر العذب جريس سماوي، بحضور أهله وأصدقائه وأحبابه، أردنيين وعربٍ.

وفي أمسية احتفالية تأبينية ظهرت ملامح الفَقْد على وجوه الحاضرين الذين حضروا تكريما لابن الفحيص والوطن الشاعر والوزير والمحب جريس سماوي، والتي سير أعمالها الشاعر المبدع زهير ابو شايب.

 وقف الحاضرون دقيقة صمت إجلالا لروح جريس سماوي وذكراه الطيبة.

تألقت وزيرة الثقافة هيفاء النجار وهي ترسم خريطة ثقافية لأردن المستقبل يستند إلى إبداعات جريس سماوي الأدبية، المحافظ على حس المواطنة وقوة الإنسان الأردني.

وقالت الوزيرة الانيقة روحا وحضورا هيفاء النجار: إن جريس سماوي كان يمثل المعرفة وكان شاعرا استثنائيا، عطوفا، فيلسوفا يمثل الإنسانية، مشيرة إلى أن استذكارنا للشاعر جريس سماوي يجب أن لا يمر بحفل بقدر ما تكون هناك دعوة حقيقية من الكتاب والمفكرين والشعراء لأن نعمل بكل جد من أجل قيم  الراحل سماوي وهذا البلد.

وفي نص غاضب معاتب تألق الشاعر المصري أحمد الشهاوي في تقديم جريس سماوي حفيد المتنبي وصديق الشنفرى كما قال الشهاوي.

وعدد الشهاوي مناقب الفقيد وثقافته، مبينا أنه الشاعر المنصت إلى جماله، مؤكدا أنه تم نشر بعض مؤلفاته في مصر ليطلع المصريون على شعره.

أما شاعر الجنوب اللبناني شوقي بزيع فقد ترك الشعر وقرأ نصا بديعا عن جريس سماوي كان فيه من العمق ما أعطى سماوي حقه.

وصور بزيع في رثائه تشابه لبنان والأردن وعلاقتهما بالشاعر سماوي وما يملكه من رقة وادعة، مشيرا إلى أن بلدة الفحيص منحته كل ما يحتاجه من وداعة القلب ونقاء السريرة وكان منزله في الفحيص مكانا لكل مثقفي وضيوف الأردن.

وكانت كلمات “عمدة الفحيص” عمر عكروش تحمل من الحب والوفاء الشيء الكثير لفقيد الفحيص والوطن، التي أعلن خلالها عن تسمية شارع رئيس من دوار روس البيادر إلى دارة سماوي باسم الشاعر جريس سماوي محاطا بأشعاره منقوشة على جدران الشارع.

وقال العكروش “إننا نلتقي هذا المساء لنجسد معا روح المحبة والإخاء والوفاء الأردني الأصيل من مدرسة الهاشميين على مدى الأزمان والتأريخ، مسطرين أروع العبر والمعاني السامية ومستذكرين رحيل رمزٍ من رموز الوطن ومدينة الفحيص الشاعر جريس سماوي”.

كلمة أصدقاء وأحباب جريس سماوي قدمها الوزير الجميل وجيه عزايزة صديق جريس والعائلة، إستحضر فيها مواقف مختلفة من حياة جريس وشقيقه سليم سماوي اللذين فقدناهما خلال أسبوعين في أزمة الكورونا اللعينة، والتي قرر فيها جريس أن لا يكون بعيدا عن شقيقه سليم فور أن علم بمغادرته الحياة، فجاوره في لحد في “مقبرة الفحيص”.

وقال عزايزة “إننا في هذا اليوم لن نبكي وإن سالت الدموع لأنه ما زال فينا حيث كان الفقيد رمزا للحب حيث كان العروبي الأردني الفلسطيني صاحب ثقافة واسعة”.

وأبدعت الفنانة الملتزمة فوز شقير بتقديم أغنية من مقطع شعري من كلمات جريس سماوي من تلحينها بمشاركة عازف السكسفون اللبناني طوني بطرس…

“أنا رحلتي داخلي

أنا سفري نحو ذاتي

وذاتي مكان بعيد

بعيد هناك على طرف الكون

لمن أقرأ الحزن وحدي إذن؟

ولماذا أغنّي؟”.

وفي لوحة مرسومة بطريقة هندسية مدهشة تتداخل فيها صورة الشاعر جريس سماوي مع أشعاره أبدعت سهير فضيان سماوي التي تحمل جينات الابداع من خالها الشاعر الراحل في تزيين ساحة الاحتفال ولفْت النظر على الطريقة التي تمت فيها اللوحة.

وقرأ صاحب الحنجرة الذهبية أسعد خليفة أشعارا من ديوان جريس سماوي الذي طبعته وزارة الثقافة بعد وفاته “ثلاثُ ليالٍ سويّا” ليضاف إلى ديوانه الأول “زلة أخرى للحكمة” مع أن إنتاج جريس سماوي أوسع وأضخم إلا انه كان بخيلا في الطباعة على عكس شعراء أڨصر منه باعا وأهمية.

 

 

 

 

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

أخر مفاجآت ترامب.. 30 مليارا لدعم برنامج نووي إيراني مدني

الأول نيوز – كشفت شبكة «CNN» الأمريكية، الخميس، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب ناقشت، مؤخراً، …