د. أيمن سلامة *-
الأول نيوز – استحوذت مشاهد محاولات انقاذ المنكوبين وانتشال جثث ضحايا حادث كنيسة “أبو سفين ” في حي امبابة بمحافظة الجيزة في جمهورية مصر العربية ،الشغل الشاغل لكافة جموع الشعب المصري و العربي ، وإنتظر الجميع سيل البيانات و تدفق المعلومات عن تطورات جهود انقاذ المختنقين في المستشفيات جراء الدخان الكثيف الذي تصاعد بقوة وبسرعة نتيجة حريق أحد أجهزة التكييف في صيف أغسطس في مصر .
هناك عدد من المبادئ والأساسيات الراسخة لإدارة الأزمات والكوارث، ولكن يسبق التخطيط ، دوما ، الإدارة للأزمات والكوارث ، ويعد النجاح في استشراف الأزمات و الكوارق ومن ثم منعها ووئدها قبل حدوثها هو عين النجاح في إدارة الأزمات و التقليل من تداعياتها الكارثية السلبية ، كما يعد تشكيل فريق التخطيط لإدارة الأزمات و الكوارث جوهر النجاح و الفاعلية والحيوية في هذا الصدد.
تطبيقا علي كارثة كنيسة أبو سيفين في مصر، يراعي أن تمثل هذه المؤسسات والأجهزة في فريق التخطيط لمواجهة الأزمات و الكوارث :
*قيادات وزارة الداخلية ذات الصلة بالأزمة، ويمكن أن يشمل الفريق عناصر من القوات المسلحة عند الحاجة.
*خبراء في إعلام الأزمات والعلاقات العامة.
*كوادر ومتخصصين إداريين وفنيين في مواجهة الأزمات، حكوميين وغير حكوميين .
*يمكن أيضا تدعيم الفريق بعناصر أخري بحسب طبيعة وحجم الحادث.
أيضا ، تتجلي أهمية الوقاية من الأزمات في تحقيق العديد من المزايا ، أهمها : توفير الجهد وتقليل الضرر وتقليص الخسائر والتضحيات ، وتفادي
عنصر المفاجأة وضغط عامل الوقت ،عدم إتاحة الفرصة للتداعيات السلبية لمخرجات الأزمة ، وخفض تأثير التهديدات المحدقة و التحديات الراهنة،
وإتاحة الفرصة للاستفادة من خبرات الآخرين ، فضلا عن التمكين من وضع الخطط المسبقة و السيناريوهات اللازمة للمواجهة .
يُعد مبدأ تعلم الدروس و الخبرات المكتسبة أحد أهم المبادئ الأساسية في إدارة الأزمات ، وتعد كارثة الكنيسة أحد الكوارث المتواتر حدوثها في مصر ، ومن المؤكد أن كافة المؤسسات و الأجهزة الحكومية المعنية في جعبتها العديد من الكوارث المماثلة التي خُبِرَت بها هذه الأجهزة ، سواء وزارات الداخلية و التنمية المحلية و التضامن الاجتماعي والمؤسسات الوطنية الإعلامية ، فضلا عن مراكز ادارة الأزمات في الوزرات و الهيئات و المؤسسات الحكومية .
- (أستاذ إدارة الأزمات الجامعة الأمريكية في القاهرة)