أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز – بدت عيون الجمهور النوعي الذي حضر فعالية مهرجان الفحيص 30 حول شخصية المهرجان الوطنية “حديثة الخريشا” محدقة حول سيرة زعيم إستثنائي ولد عام 1882 بالغدف جنوبي مدينة الأزرق وتوفي عام 1952.
وبإقتدار وجزالة وإختصار لخص المنتدون في الفعالية محمد داودية والدكتور أمين مشاقبة ومجحم الخريشا سيرة وصفات شخصية وطنية كانت ذات بُعد قومي عندما كانت بلاد الشام واحدة، وإنساني عندما كانت القيم نبراس الحياة.
تساؤل كبير طرحه علنا كثير من حضور الندوة، لِمَ لا تعرف الاجيال الحالية هذه السيرة الوطنية لزعيم كانت له ولرفاقه من الشخصيات الوطنية وللعشائر التي كانوا يمثلونها دور في قطع الطريق على إمتداد التوسع الوهابي الذي غزا البلاد ثلاث مرات وطرد بمواجهات حاسمة؟
والسؤال الثاني المحير للاجابات، لِمَ تَخلُ مناهجنا الدراسية وكتب الثقافة العامة والثقافة الوطنية من سيرة شخصية وطنية واسعة الصيت مثل الزعيم حديثة الخريشا؟!!
في خبر لوكالة الانباء الاردنية “بترا” بثه الزميل وجدي النعيمات- قال فيه….
احتضن المتحف الكنسي اليوم الاثنين، ندوة عن سيرة الشيخ حديثة الخريشا الذي ولد عام 1882 بالغدف جنوبي مدينة الأزرق وتوفي عام 1952.
وجرت الندوة على منبر المرحوم خالد منيزل، وضمت جمع كبير من المتعطشين من كتاب ومثقفين وشيوخ وشباب الى سماع ماضي شخصيات اردنية ذاع صيتها في بدايات نشأة الدولة ناصروا الحق ووقفوا في وجه الظلم مدافعين عن ارض الاردن بكل بسالة.
وكانت ندوة اليوم ضمن فعاليات مهرجان الفحيص في دورته الثلاثين عن الشيخ حديثة علي عبدالله الخريشا والذي وصفه الوزير السابق الدكتور امين المشاقبة برجل الحلم والحكمة والشجاعة وصاحب الرأي و المشورة، مع هدوء الطباع والجود وإكرام الضيف.
وقال المشاقبة إن الراحل الخريشا استقبل احرار العرب وهو من البناة الاوائل من الاردنيين الاصايل مهتما بالصالح العام اشترك في معارك عدة، مثلما عمل ضد الحكم العثماني في صفوف الشريف الحسين بن علي وساهم في ثلاثينات القرن الماضي في بناء قرية الازرق وسجن بسبب معارضته للحكم العثماني.
وقال الوزير الأسبق محمد داودية لوكالة الأنباء الأردنية إن حديثه الخريشا من زعامات المنطقة متصلا بقيادات بلاد الشام الرافضة للاستعمار البريطاني والفرنسي والتركي وله جولات في مجال الحريات العامة والدساتير والقوانين الخاصة بالاردن من ترسيم الحدود الى جانب دوره الكبير في ارسال المجاهدين لنصرة الفلسطينيين في ثورة فلسطين الكبرى في ثلاثينيات القرن الماضي، مشيرا الى أن مهرجان الفحيص اعاد الألق الى شخصية مهمة تستحق منا الكثير .
وتحدث نجله جمال حديثة الخرشا عن حياتهم الأسرية حيث كانت معيشتهم تشبه حياة الاردنيين في ذاك الوقت من حيث كرم الضيافة والنخوة وقضاء حوائج الناس، مشيرا الى أن الشيخ حديثة كان أكثر مايفرحه قدوم الضيف وكان موقعة بمنطقة الموقر.
واستذكر قدوم الوفود من منطقة نجد متجهين الى فلسطين، حين كان يأويهم ويهتم بهم طوال فترة مكوثهم في منازلهم، مجددا اعتزازه بوالده كواحد من الأردنيين الأوفياء للوطن والنظام.
من جهته، قال الوزير الأسبق مجحم الخريشا، إن الشيخ حديثة كان من المهتمين بالقضية الفلسطينية ومتابعة اخبار المناضلين واستقبالهم ودعمهم بالرجال، مضيفا أن والده كان يولي الجانب الانساني أهمية كبيرة بحرصه على أن لاتراق نقطة دم واحدة بين أبناء العشائر الاردنية حفاظا على اللحمة الوطنية.
وبين حفيده الشيخ ماجد علي حديثة الخريشا إن ما وصلنا ممن عاصروه بأن جده كان رجلا بمنتهى التقوى وصاحب دين حريص على اتفاق أبناء العشائر وابتعادهم عن الاقتتال فيما بينهم، حتى أنه كان بتدخل للإصلاح وحل قضايا في الجزيرة العربية.
من جهته اكد مدير مهرجان الفحيص أيمن سماوي، إن حديثة الخريشا شخصية أردنية مهمة ولها بصمة على الساحة الاردنية سواء في الجوانب الانسانية أو العشائرية أو الوطنية.
وعبر سماوي عن اعتزازه بمسيرة مهرجان الفحيص وفي هذه الخطوة التي تحمل في جورها تكريما واستذكارا للرواد ممن ساهموا في صناعة تاريخ الأردن.
تكريم فحيصي..
وبعد إنتهاء الندوة كرم أبناء المرحوم مفضي شتيوي المخامرة المنتدون والضيوف وعدد من أهالي الفحيص بإقامة عشاء فاخر على شرف ندوة الزعيم حديثة الخريشا.