أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز – بعد أن أعاد عدي التميمي رسم قواعد الاشتباك من جديد مع العدو الصهيوني، وبعد أن وجد الشباب الفلسطينيون طريقا مختلفا عن خط أوسلو والمقاومة التقليدية في تنظيم “عرين الأسود” غير الفصائلي حيث يقاتل ابن فتح إلى جانب ابن حماس والجهاد الإسلامي ويُستشهد باغتيال حقير ابن الجبهة الشعبية الشهيد تامر الكيلاني، فتذكروا أن انتفاضة جديدة ثالثة بدأت ملامحها تُرسَم من جديد.
وبعد أن وصل الخجل كثيرا في عناصر الأمن الفلسطيني، خاصة المعنيين بالتنسيق الأمني بحيث يشاركون في إطلاق النار إبتهاجا في جنازة عرس شهيد، فتذكروا أن الأوضاع تتغير، وأن الانتفاضة المقبلة ستكون أكثر عنفا وشجاعة وإقداما.
في المشهد البطولي الذي حفره عدي التميمي في عقول وضمائر الناس جميعهم، الذي لا تصمد أمامه أية كلمات ممكن اختيارها للحظة الشجاعة والإقدام والبطولة والتحدي والفعل الأسطوري، فتأكدوا أننا أمام جيل مختلف تماما في العمل والعطاء والتضحية، تعلّم كثيرا من سنوات النضال الطويل للشعب الفلسطيني، لكنه اختار الطريق السليم.
معادلة ليست غريبة، فلا شيء يوحد الشعب الفلسطيني ويشد عضده، ويرفع معنوياته سوى العمل النضالي والاشتباك المسلح مع العدو الصهيوني، ورمز الفداء الشهداء الذين يُزَفون بالعلم الفلسطيني بعد أن كانوا لسنوات يُلَفون بعلم الفصائل.
لنلاحظ؛ أن التصريحات التي يطلقها زعماء الدولة العبرية، بأنهم لا يرون انتفاضة فلسطينية ثالثة على الطريق، محاولة لإضافة أوهام جديدة إلى عقول القيادة الفلسطينية في شطري الدولتين الكرتونيتين، في رام الله وغزة، من أجل التنازل عمّا تبقى من أحلام وحقوق للشعب الفلسطيني.
فالفلسطينيون وصلوا إلى انسداد سياسي، ووقعوا تحت رحمة إملاءات وتطرف حكومة الاحتلال، التي تتفنن في الابتزاز وقلب الحقائق والدوس على القانون والشرعية الدوليين.
إن عجز المنظمة والسلطة والمعارضة عن إيجاد البديل، استدعى تدخل الشعب الفلسطيني على طريقة “عرين الأسود”، وعلى طريقة الانتفاضة الأولى، تدخلا سيغير قواعد اللعبة، وميزان القوى، استنادا إلى قوة الشعب الفلسطيني المدعوم من كل أحرار العالم.
الشباب الفلسطينيون يتلفتون حولهم على مشهد فلسطيني يومي مثير للأسى؛ احتلال “يعيش مرتاحا” فوق الأرض الفلسطينية، وصفه الرئيس محمود عباس بأنه احتلال “خمسة نجوم”، ومقاومة شعبية متقطعة، ومقاومة مسلحة معلقة حتى إشعار آخر، يدخل الحديث عنها وفقا لقوانين السلطة الفلسطينية في باب المحرمات، مترافقا مع مفاوضات متعطلة برغم بؤسها وذلها وعقمها، يتكشف يوما بعد يوم حجم الإهانة التي ألحقتها بالشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية.
انقسام مستمر منذ 2007، وقد فشلت محاولات إنهائه، وتكشف الوقائع عن أن ما يعطل إنهاء الانقسام خلافات حول منافع سلطوية بعيدة كل البعد عن الهمّ الوطني الفلسطيني، وهي منافع لصيقة بمصالح فئوية تعيش حالة طفيلية على حساب المصالح الوطنية الفلسطينية، حيث تشرنقت في مواقف وتحت شعارات ضيقة الأفق، ولا تراجع من أصحابها عنها، ولا استعداد لديهم للخروج منها.
صحيح أن الشعب الفلسطيني شبع ثورات وانتفاضات، وقدم دما وقوافل من الشهداء في معركته الوطنية، فلِمَ لا تكون انتفاضة فلسطينية ثالثة.
الدايم الله….