أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز – أن تأخذ الناس إلى مكان آخر غير المكان الطبيعي المفترض أن نكون جميعا متمسمرين فيه، صوتنا وضميرنا ووجداننا موحدة، هذه لا يمكن وصفها إلا بالمراهقة السياسية.
“الثلاثاء الحمراء” في نابلس الكرامة ورام الله الصمود، وأقمارها الستة التي خالفت حركة الطبيعة في كسوف الشمس، فأشرقت ضياؤهم من فلسطين، لا يجوز أن نختم ذلك النهار بالوحدات والفيصلي، عندما تقرر إدارة الوحدات الخروج من الدوري بسبب نقل مباراة، وهو قرار ستتم العودة عنه بقناعة الجميع.
في الفضاء الأردني والفلسطيني العام، ثمة تخرّصات عِدّة، ممن يبحثون عن أدوار جديدة على حساب المصالح الأردنية والفلسطينية.
هؤلاء مصرون على سوء الفهم، والانتقال من حلبة إلى أخرى، بعضهم يستخدم التطرف سلاحا، وآخرون يلجأون الى الشتم وانتهاك التقاليد والأعراف كلها.
ما يضر الوحدة الوطنية هو سلوك بعض المراهقين، الذين لا يعرفون أن عصر المراهقة السياسية قد انتهى، وعصر اللعب على حبال الشعبية بات مكشوفا للجميع.
لا يعرف المراهقون هؤلاء أن “الحديدة حامية”، وان خط النار الذي يلف البلاد لا يسمح بمراهقات صبيانية، بل يتطلب الأمر تصليب الوحدة الوطنية، وقد تصلبت بالفعل والممارسة، لحظة استشهاد القاضي رائد زعيتر برصاص الصهاينة، وتصلبت لحظة استشهاد الطيار معاذ الكساسبة على أيدي عصابة داعش الإجرامية الحاقدة.
على سياسيينا ونخبنا البرلمانية والحزبية، الرسمية والشعبية، وكل من يقدم وجهة نظر في القضايا المطروحة على الساحة، أن يكون أكثر حرصا على عدم الوقوع في الأخطاء، لأن الظروف لا تحتمل الاجتهادات ووجهات النظر المتطرفة، ولا المتسرعة، ولا المتكسبة شعبيا.
بعضهم لم يُسمع صوته عندما كان في المسؤولية، لا سلبا ولا إيجابا، وآخرون أكلوها مثل المنشار “طالع نازل”، والآن يبحثون عن استدارة كاملة كي يقطفوا ثمار أوهام غزت عقولهم.
هؤلاء مؤثرون في الرأي العام، لا شك، بعضهم كان في مواقع الدولة المتقدمة، وبعضهم لا يزال، وهم في الأحوال جميعها محسوبون على الدولة ومؤسساتها، فهل تصرفاتهم وتصريحاتهم منسجمة مع رأي الدولة العام، أم أن مصالحهم الخاصة تدفعهم للمشاغبة والبحث عن أدوار؟.
في عنوان الحياة المركزي لأي سياسي في العالم (مصالح الشعوب هي الأهم)، لكن أن تكون المصالح الخاصة هي الأهم، فهذه الكارثة بعينها.
الدايم الله….