هل هناك إرادة في تجديد عقل الدولة…؟!

أسامة الرنتيسي –

 

الأول نيوز – لنا في مجلس الاعيان الجديد، أصدقاء وأحباء ورفاق وصاحبنا الانتيم ابو عمر محمد داودية، ولنا في التعديل الوزاري الخامس حصة من الاصدقاء والصديقات، لكن بقناعة متواضعة أقول صحيح أن وجه الدولة في الصورة الخارجية يساري تقدمي، لكن عقلها يميني محافظ، وخطابها أحيانا بعثي مؤدلج.
لكن ما علينا….
يحفر المتفائلون بتغيير النهج السياسي في الأردن في الصخر، أمام المتشائمين وغير المقتنعين بأن لحظة التغيير في البلاد قد حانت.
لدى المتشائمين عشرات الأمثلة من الخيبات والتراجعات، ولا يوجد في جعبة المتفائلين سوى أمنيات ووعود ورغبات لم تتحول حتى الآن إلى إرادة حقيقية على الأرض.
تجديد عقل الدولة السياسي متطلب إجباري، وتوسيع قاعدة الحكم لتضم أطيافًا جديدة، واتجاهات متعددة، هما طريقا الخلاص من حالة التردد وعقم الحلول التي تتكرر بالسياسات والأشخاص.
المتشائمون؛ وهم الأكثرية للأسف، يجدون في غياب معركة حقيقية لانتخاب رئيس لمجلس النواب بعد أيام وإنتظار الدخان الابيض لوصول من يقع عليه الاختيار إلى سدة رئاسة مجلس النواب من دون منافسة مؤشر على استمرار النهج ذاته والتدخلات إياها.
ويستشهدون كذلك بطريقة إنشاء الاحزاب الجديدة، حيث كان أول طلب لإنشاء حزب جديد لصالح (الميثاق) بعد مخرجات لجنة الإصلاح، يتنافس مع (إرادة) وجهان لعملة واحدة، وعلى هذا الحال سوف تبقى الحالة الحزبية على ما هي عليه، أسيادكم في الجاهلية أسيادكم في الإسلام.
كثيرون من النواب منخرطون الآن في جهود مختلفة لتحزيب الانتخابات المقبلة على مقاس قانون الانتخاب، في محاولة جادة لبناء أحزاب وتجويدها وتصليب بنيانها في المستقبل.
خلال الايام الماضية استمعنا إلى مداخلات عديدة من كبار صُنّاع القرار في البلاد، شخّصوا فيها طويلا كل ما يجري، لكنّ المراقب يكتشف أن الرؤى غير متطابقة، وطرق التفكير ليست واحدة، بل متعارضة، وغير منسجمة، ولا يوجد مطبخ حقيقي لصنع القرار.
نحتاج لتجديد عقل الدولة، إلى نقلة نوعية في إدارة الشؤون العامة، وفي طبيعة تركيبة السلطات القائمة، لأن الأزمات التي نمر بها غير مسبوقة، وليست عابرة بحيث تتم معالجتها بصفقات تعوّدنا عليها، وضحايا من كافة الأوزان.
تجديد عقل الدولة يحتاج إلى مشاركة خبرات سياسية واقتصادية واجتماعية متخصصة أثبتت نجاحات في مجالات تخصصها، لكنها غائبة عن تقارير البطانات، وإن حضرت في التقارير فإن الغيرة والحسد وتكسير النجاحات حليفها.
عندما يختار المرء أن يركب البحر فلا بد له أن يمتطي ظهر سفينة لا صهوة حصان، فلكل طريق مركبه، ولكل سفينة ربان.. ولا نجاة لسفينة الوطن إلا بأشرعة عالية سليمة وطاقم بحارة مهرة كابدوا مشاق السياسة وواجهوا عواصفها.
الدايم الله…

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

الوفاء غائب ولغة التخوين والحقد حاضرة

أسامة الرنتيسي –   الأول نيوز – الوفاء؛ الصفة الغائبة عن مجتمعنا منذ سنوات، رافقها …