أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز – “أوضاعنا ليست قمرة وربيع”، جملة يرددها رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز في معظم اللقاءات التي يحضرها، ذكرها الاثنين في لقاء إحتفالي وعشاء فخم أقامته جمعية الحوار الديمقراطي الوطني بمناسبة تعيين رئيسها محمد داودية عضوا في مجلس الاعيان، وهي جملة تختصر فعليا الواقع الذي نعيش.
يا دولة الرئيس، نحن نتفق معك أن أوضاعنا ليست قمرة وربيع، ونعرف أن الأحوال صعبة، لكن نريد أن يعرف ويقتنع ويعمل ضمن هذه المقولة كل من في الحكومة ومن يصدرون القرارات في بلدنا.
نريد أن نعرف كيف تُتَّخَذ القرارات، وخلفيات هذه القرارات وهل هي فعلًا مدروسة وللمصلحة العامة أم مجرد تصفيات ومناكفات وتنفيعات.
يا دولة الرئيس، موضوعات كثيرة وأسئلة معلقة تحتاج إلى توضيحات رسمية حتى يفهم الناس خلفيات وتفاصيل ما يحدث.
- تقرر الحكومة من دون أي توضيحات عدم تجديد عقد مدير الضمان الاجتماعي الدكتور حازم الرحاحلة الذي يتفق كثيرون على أنه وضع بصمة إيجابية في عمل الضمان وقاده بأمان في أحلك ظروف كورونا، وقاد جهدا لإقرار قانون جديد للضمان، فما الذي استجد حتى تقرر الحكومة إنهاء عمله، من دون أن تُعلمه عن ذلك وبعد ان استمر لأكثر من أسبوعين في عمله بعد إنتهاء عقده الأول ومن دون أية إشارات عن عدم الرضا عنه.
- مع أن ملف الطاقة هو الأخطر والأعمق في حياة الأردنيين، إلا أن التعامل معه لا يتم بشفافية مطلقة، وتفتح دائما تفاصيل هذا الملف أسئلة تبقى معلقة من دون إجابات وافية.
قبل ثلاثة أسابيع تقرر وزارة الطاقة ” انتهاء العمر التشغيلي لمحطة توليد كهرباء الريشة هو السبب في “التوقف المؤقت” للغاز المنتج من حقل الريشة”. ومنذ أسبوع يعلن وزير الطاقة اتفاقا مع شركة (توليد الكهرباء المركزية) لشراء (محطة توليد كهرباء الريشة) بمبلغ 550 ألف دينار، والشراء تم على قاعدة “كوم حديد”.
- لَم تعلن الحكومة حتى الآن أرقام ونسب الفقر، وأرقام التضخم، ويصر وزير المالية على شطب ديون الضمان الاجتماعي على الحكومة من أرقام الدين الداخلي.
وبعد كل ذلك يريدون منا أن نثق ونصدق الأرقام الأخرى التي يعلنونها.
- قد تكون دائرة الإحصاءات العامة من أهم أذرع الدراسات التي يمكن أن تُبنى عليها الخطط والاستراتيجيات، يتم تجميد عمل دائرة الإحصاءات العامة من دون إعلان رسمي.
فهل أصبحت دائرة الإحصاءات العامة حملا ثقيلا على الدولة، أم أن الحكومة لا تثق بالأرقام والإحصاءات التي تصدر عنها؟!
- وآخر التساؤلات برغم مرور وقت على ذلك، تستدعي وزارة الخارجية الإماراتية السفير الهولندي لدى الإمارات، وتبلغه احتجاجها واستنكارها الشديدين لتدخل سفير بلاده لدى عمّان في الشؤون الداخلية للأردن، مؤكدة تضامن الإمارات مع الأردن، واحتجاجها الشديد على التصريحات غير المسؤولة والخارجة على الأعراف الدبلوماسية، التي أدلى بها السفير الهولندي، واعتبرتها ” تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للأردن”.
الاحتجاج الإماراتي طغى على الاحتجاج الأردني.. من يفسر لنا ذلك؟.
يا دولة أبا غيث؛ موضوعات كثيرة وألغاز أكثر، ونكرر معك “ليست أوضاعنا قمرة وربيع فقط” وقد نبالغ ونقول أكثر من ذلك إنها “خربانة”…
الدايم الله….