أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز- وأنت تجول بسيارتك في شوارع عمان، يلاحظ ذلك مشاة الأرصفة أيضا، وجود زحمة هذه الأيام في لافتات الترشح لانتخابات غرف التجارة.
المشهد جميل، وأجواء الانتخابات عموما جميلة ومنعشة وتدل على لياقة وصحة في الحياة العامة، سواء كانت انتخابات نيابية او بلدية أو نقابية او لمؤسسات أخرى.
اللافت في الانتخابات عموما، وتلاحظ ذلك في الصور، أن هناك شخصيات تعشق الترشح للانتخابات حتى لو لم يحالفهم الحظ في أي انتخابات يترشحون لها.
وتلاحظ أيضا إصرار بعض المرشحين على الترشح مثنى وثلاث ورباع، فتقتنع أن الانتخابات وأجواءها “سوسة” إن دخلت في ذهن أحد من الصعب أن ينفك منها.
لهذا نرى أسماء تتكرر في الترشح وعضوية المجالس عموما، ومهما كانت الوعود التي يسمعها مناصرون لمرشحين، أن هذه هي المرة الأخيرة ولن أترشح غيرها كلها وعود زائفة مثل كلام الليل الذي يمحوه النهار.
حتى الذين يفشلون في الانتخابات ويشككون أن تزويرا قد وقع عليهم، يغضبون كثيرا ويخرجون لايفات يشككون في نزاهة الانتخابات، يعاودون الكره مرات ومرات لعل حظهم يتغير، او أن يلتفت لهم من يهندس الانتخابات فيحجزون لهم مقعدا .
الأمر ليس محصورا في الأشخاص الذين ينجحون في الانتخابات بل ايضا في الأشخاص الذين لم ينجحوا يوما في أي انتخابات خاضوها، ومع هذا يصرون على تكرار التجربة، ويترشحون في أية انتخابات يحق لهم الترشح فيها.
لا أحد يريد أن يعترف أنه ليس جماهيريا وغير مقبول، ولا يعترف أن برامجه وسياساته تحتاج إلى مراجعات، حتى القرارات التي اتخذها وأخفق فيها، لا يريد من أحد أن يؤشر إليها.
لا أحد يقبل المراجعة والنقد، ولا أحد يسمع نصيحة من أحد بل لديه قناعات أن من ينصح له يهدف إلى منعه من الوصول إلى الكرسي، وأنه يطمع في أن يرثه في هذا المناصب.
عدم الاعتراف بالخطأ ثقافة يمارسها الأفراد والجماعات، والأحزاب والمنظمات والوزارات والمؤسسات، لا بل يتجاوز بعضهم إلى التعالي على الأخطاء حتى يصل الأمر أن يقنع المخطئ المعاند الآخرين بأنه دوما على صواب.. وأنهم هم المخطئون دوما.. إلى محاولة تبريره، وإلى تطويع المنطق ليصبح الصواب خطأ والخطأ صوابا.
ما دمنا بهذا التفكير وهذه الثقافة التسلطية وعدم الاعتراف بالخطأ وتقدير الموقف فسوف نبقى نسير إلى الخلف، ولن نتقدم خطوة واحدة.
الدايم الله….