أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز – كثيرون لم يهضموا التعديل الوزاري السادس الذي أُجري على حكومة الدكتور بشر الخصاونة، بوزير واحد، بل وصل الأمر إلى حد الصدمة.
ليس السبب بكل تأكيد الوزير المغادر نايف الفايز من وزارة السياحة إلى مفوضية العقبة، ولا الوزير القديم / الجديد مكرم القيسي الذي عاد من باريس ليستلم حقيبة وزارة السياحة.
صدمة التعديل البسيط، كانت في التوقيت والمغزى، والرسالة السياسية من تعديل جاء بعد أسبوعين من الاحتجاجات والأجواء الساخنة، أختتما بخسارة فادحة أدمت قلوب وأرواح الأردنيين باستشهاد ثلاثة من رجال الأمن العام بعد استشهاد العميد عبدالرزاق الدلابيح.
الجو العام كان يراهن على حكومة جديدة، فجاء التعديل البسيط ليؤكد أن الحكومة باقية وعمرها يتمدد ويطول.
كانت الرسالة واضحة في عزاء العميد الدلابيح، أن الحكومة ومجلسي النواب والأعيان غير مرحب بهم في بيت العزاء، مُحيت الرسالة بزيارة رئيسي مجلس الأعيان فيصل الفايز والنواب أحمد الصفدي، إلا أن الحكومة حسب ما انتشر من أخبار لم يرحب بها برغم تدخل وساطات لترطيب الموقف.
الرسائل الأخرى من بيوت عزاء الشهداء الآخرين كانت مشابهة ولهذا لم نر زيارات حكومية لتقديم واجب العزاء، وهذا في العرف العشائري كأن الحكومة “مدمية” فيما حدث.!!
“الأدهى والأمر” كما يقولون، أن التعديل في وزارة السياحة جاء بعد أن نُشرت تقارير وأرقام إيجابية عن عودة مشجعة للحياة السياحية ونجاحات ملموسة لبرامج أردننا جنة وغيرها من البرامج السياحية، وزيادة في أرقام السياحة في معظم المناطق السياحية خاصة مدينة البتراء، وهذا الأمر يسجل نجاحا لوزير السياحة المستقيل نايف الفايز، والعاملين كافة في قطاع السياحة من موظفي الوزارة وهيئة تنشيط السياحة.
السؤال هنا: ما الأسباب التي دفعت الحكومة بكل سرية وسرعة أن تقرر قبول استقالة الفايز من السياحة وتعيينه رئيسا لمفوضية العقبة، وما الأسباب التي جاءت بالقيسي وزيرا من باريس إلى عمان.؟!
طبعا؛ لا أحد يمكن أن يعرف لماذا خرج فلان من الوزارة ولماذا جاء علان، وهذا للأسف سلوك التعديلات والتغييرات في الاردن دائما.!
مغزى التعديل الوزاري البسيط برأيي المتواضع، أنه جاء ليثبت أن الحكومة صامدة وباقية ولم يُرفع عنها الغطاء، وأن ذهابها يوم الثلاثاء المقبل لجلسة مجلس النواب سيكون دَفعة جديدة، وليست حكومة “مكسورة الجناح”، تتعالى عليها أصوات نواب غاضبين، ويتم تحميلها مسؤولية ما حدث في البلاد في الأسبوعين الماضيين.
أمّا الاحتجاجات والمطالب الشعبية جميعها فالنظرة لها ومليون للأسف…”حُط في الخرج”……..!!!!!
الدايم الله….