أسئلة برسم وجع القلب!

هالة داوود –

 

الأول نيوز –  ما أحببت يومًا السياسة أو الاطلاعَ عليها والولوجَ في متاهاتِها …. ودومًا ما كنتُ أتحدثُ عن ذلكَ بفرحٍ وفخرْ  … ، لا أُحبها لأنني لا أفهمها وعدمُ الفهمِ يُشعرني بالغضبِ والعجز، وكلاهما شعورٌ مقيتٌ يستهلكُ الفرحَ والأملَ والشغفَ الساكنين فينا …. فنحن نَجْمعهما في حصالةٍ صغيرةٍ إلى جانب القلب …. وجَمْعُهم أصعبُ بكثير من جمعِ الأموالِ التي تتكدسُ في البنوكِ هنا وهناك من عرقِ الكادحين وحقوقهم.

حين أكتبُ لأعاتبَ أصحاب القرارِ في وطني، ذلك لأن أبي علمني

(من أحبكِ هو من أبكاكِ على خطئك لا من ضحكَ وأضحككِ)

أنتمْ مُخطئون ونحن نحبكم فأنتم منا ….

أنتم مُقصرون ونحن نحبكم فأنتم منا ….

أنتم يغريكم المال والجاه والسلطة والمقعد الوثير …. نُشفق عليكم وندعو لكم ونحبكم فأنتم منا

أنتم تخونون الأمانة وتهربون بعيدا …. فنسأل الله العدالة ونسعى لأن نسامحكم ونحبكم فأنتم منا

أنتم تنصتون لبعض الفاسدين المفسدين …. يقودونكم إلى قنوات ودهاليز تؤذي الوطن ومواطنيه …. نقف لنحاسبكم وننبهكم لأننا نحبكم وأنتم منا .

نكتب ونضع الملح على الجرح … نكتب لآن آخر الدواء الكي …. نكتب لأن السكوت هنا كفرٌ وعقدُ صداقةٍ مع شيطانٍ يقعد لكم في كل طريق تسلكون …

صرنا نخجل من فرحنا …ويحرجنا امتلاكنا لثمن الدواء ويربكنا إشعال التدفئة ووجود نوع أو نوعين من الصوبات في منازلنا.

صار الهم يحرقنا لأننا نغتسل بالماء الساخن كيفما ومتى شئنا .

ولكن كل ما سبق هو حقنا المشروع واحتياجاتنا العادية جدًا.. جدًا  ….. هل يفسد الظلمُ القابع في كل مكانٍ استمتاعَ بعضنا الآخر بحقوقهم الطبيعية،

أين العدل في ذلك؟

أين العدل في أن ينقسم الناس إلى طبقتين؟ ….. طبقة لا تستطيع أن تعيش والطبقة الآخرى تخجل أن تعيش ….

هل اختفاء الطبقة الوسطى يعد شيئا مقبولا لدى أصحاب العقول المنيرة المستنيرة؟

توقفوا واقرأوا أسئلتنا … توقفوا واسمعوا أنات المتألمين …. توقفوا وانظروا حولكم …. تمهلوا … غيروا أماكنكم قليلا … وانظروا مرة أخرى علّكم ترون المشهد  أكثر وضوحا وأدق تفاصيلا.

نحن لا نكتب لنكره، بل نكتب لأننا أحببنا وطننا أكثر ونحبه اليوم أكثر وأكثر، وسنحبه غدا أكثر واكثر وأكثر.

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

الطبيب المزيف والأحذية العلاجية!

محمد الرميحي- الأول نيوز – طبيبة أمريكية في إحدى الولايات، ظهرت على جمهورها من خلال …