الخوري أنطوان الدويهيّ –
الأول نيوز – بعد درس قراءة يتحدَّث عن فضل الأهل على الأولاد، أعطت المعلِّمة تلامذتها فرض إنشاء تطبيقيًّا للدرس. أمَّا الطرح فهو: ماذا تعلَّمتَ من أهلك في حياتك؟ وما جوابك على ذلك؟ وطلبت ألاَّ يتعدَّى الموضوع الإنشائيُّ العشرين سطرًا.
حصلت المعلِّمة على إجابات متباينة، فاكتشفت كم يعاني بعض الأولاد من تربية أهلهم الصارمة؛ أو من انفصال الأب والأمّ وتشرذم الأسرة؛ أو من موت أحد الطرفين أو غيابه قسريًّا خارج البلاد وما يترتَّب على الطرف الآخر من مسؤوليَّات جمَّة. أمّا التلامذة السعداء في بيوتهم، وعددهم قليل، فينتمون إلى أسرة متعدِّدة الأولاد، فقيرة أو متوسِّطة الحال. ومن ضمن الإجابات لفتت نظرها إجابة طلبت من إدارة المدرسة أن تعلَّق على لوح الشرف عند مدخل المدرسة ليراها الداخلون، وإليكم فحواها:
أبويَّ العزيزين،
– في حين اعتقدتُما أنّني لا أراقِبُكما، كنت أرى صورَتي معلَّقةً في صدْرِ غرفةِ الاستقبال، فشعرتُ أنَّني شخصٌ مميَّزٌ لديكما.
– في حين اعتقدتُما أنّني لا أراقبُكما، كنتُ أنظرُ إليكما تعلّقان رسمتي الأولى على البرّاد، وهذا ما أعطاني حافزًا لأرسم رسمةً أخرى.
– في حين اعتقدتُما أنّني لا أراقبُكما، كنتُ أنظرُ إليكما تُطعمان الدجاجاتِ قمحًا وشعيرًا، والقطّةَ الصغيرةَ بعضَ ما يَفضُلُ من طعام، فتعلَّمْتُ أنَّه من الجيِّدِ أن نكونَ لطفاءَ مع الحيوانات.
– في حين اعتقدتُما أنّني لا أراقبُكما، كنتُ أنظُرُ إليكما تحضِّران الحلوى المفضَّلَةَ لديّ وتعلّمْتُ أنَّ بعضَ الأمورِ الصغيرة يُمكِنُ أن تكونَ الأمور المميَّزةَ في الحياة.
– في حين اعتقدتما أنّني لا أراقبُكما، كنتُ أسمعُكما تُردِّدان صلاة جميلةً كلَّ يوم، فتعلَّمْتُ أنَّ هناك إلهًا يُمكنني دائمًا أن أتحدَّث إليه وأنْ أثِقَ به.
– في حين اعتقدتُما أنّني لا أراقبُكما، كنتُ أراكُما تستقبلانِ الفقراء وتُحسنانِ إليهم، وتمدُّانِ يدَ المساعدةِ للمعوَزين والحزانى ببعضٍ من مالكما ووقتِكما، فتعلَّمْتُ أنَّه على الذين يَملكون شيئًا ما، أنْ يتشاطروه معَ الذينَ لا يَملكونَ شيئًا.
– في حين اعتقدتُما أنّني لا أراقبُكما: كنت أشعرُ بقُبلتِكُما المسائيّةِ تُطبَع على جبيني وخدِّي وأنتما تتمنَّيانِ لي ليلةً سعيدة، فأشعُرُ أنَّني بأمانٍ وأنَّني طِفلٌ محبوب منكُما بالرغمِ من تعنُّتي واستبدادي مرّاتٍ كثيرة.
– في حين اعتقدتُما أنّني لا أراقبُكما، كنتُ أراكُما تعتَنِيانِ بالمنزل وبكلِّ ما فيه، وتتحمَّلانِ المسؤوليَّة، فتعلَّمْتُ أنَّهُ يجبُ أنْ نَعتني بما وهبَنا الله إيّاه وأنَّهُ يجِبُ أنْ نكونَ مسؤولين.
– في حين اعتقدتُما أنّني لا أراقبُكما، تعلَّمت منكما الدروسَ الحياتيَّة التي يجبُ أن أعرِفَها لأكونَ إنسانًا جيِّدًا ومُنتجًا عندما أكبر.
– في حين اعتقدتُما أنّني لا أراقبُكما، كنت أنظرُ إليكُما وأرغبُ في أنْ أقولَ لكُما: شكرًا على كلِّ الأمور التي رأيتُها عندما اعتقدتُما أنّني لا أراها.
وأعدكما أنَّ شكري لكما يتجلَّى عندما أطبِّق مع أولادي ما تعلَّمتُه منكما…
 
			 
		 
						
					 
						
					 
						
					 
	