أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز – ساعات ونَطْوي سجل عام مختلف في كل شيء، وندلف إلى عام جديد قد يكون أكثر اختلافا، نودع العام المنصرم بحالة تشاؤمية فُرِضت على عقول الناس، وغَصّت لقمة عيشهم في حلوقهم، فباتوا جميعهم يرددون: “الله يستر”، فالأوضاع الاقتصادية كانت الأسوأ – بالاعتبارات كلها – في العواصم العربية جميعها، التي انعكست فيها الحروب والاقتتال والصراعات والفوضى ضرائب جديدة على حياة الناس المعيشية.
نودع عام ٢٠٢٢ بقلق مستمر، فالحرب الروسية الأوكرانية لم تضع أوزارها بعد، وما زالت تداعياتها تضرب في عمق الاقتصاديات العالمية، وتتأثر بها دول العالم جميعها.
عام 2022 كان قاسيا على بلادنا العربية جميعها، فبعد أن وضعت الحرب العالمية الثالثة المُصغّرة في سورية أوزارها، بعد أن جُرِّب كل سلاح في العالم على أجساد الشعب السوري وأرضه العزيزة، تأتي الآن الهجمات الصهيونية شبه اليومية.
في اليمن، لا تزال الحرب مشتعلة، ولن تطفئها مباحثات ولا اية طاولة مفاوضات، وفي كل يوم تثبت الوقائع أن الحل السياسي هو الترياق لأزمة اليمن من أي حلول عسكرية أخرى.
دول الخليج الست، بدأت علامات الأزمات التي تحيط بها، تنعكس على حياة شعوبها، رافقها انخفاض كبير في أسعار النفط، وهذا بات يظهر جليا في موازناتها التي بدأ العجز يتصدر أرقامها، وقرارات رفع الأسعار أصبحت ضمن أولويات حكوماتها.
لبنان، مستمر في أزماته وأوجاعه، ولن نرى حلولا لاية أزمة حتى أزمة الرئاسة المتعثرة. وليبيا تلملم جراحها والدمار الكبير الذي لحق بها وتمدد المتطرفين إلى أرضها، عبر اتفاقات سياسية تحتاج إلى أرجل قوية تصمد على الأرض حتى تعيد الدولة الوطنية، وتونس تتوجع من الإرهاب والتهديدات المستمرة، والمغرب المتألق في كأس العالم يهرب من جيرانه ببناء جدار بارتفاع ثلاثة أمتار على طول نحو 110 كم حتى لا يصله الإرهابيون، والجزائر وموريتانيا والصومال والسودان حدث ولا حرج.
العراق تائه بعد أن فقد السيادة والدولة الوطنية، ويترحم شعبه على أيام حكم صدام حسين.
في مصر، إرهاب مستمر في سيناء ووصل الجمعة إلى الاسماعيلية، ومحاولات لبناء حياة سياسية برلمانية في القاهرة، كما تضغط على عصب الدولة المصرية والشعب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي لم تلق آذانا صاغية من الإخوة العرب، ولم تستجب للأوضاع الصعبة المشابهة التي يعيشها الأردن “في محيط ملتهب” حيث تلف حدوده الشمالية والشرقية والغربية خطوط النار.
الفلسطينيون فقدوا الدهشة التي كانت ترافق جثامين شهدائهم الذين يسقطون يوميا في مواجهة الاحتلال الصهيوني، ولم تعد تتصدر شاشات الفضائيات والإعلام عموما، وأصبح الاهتمام الشعبي العربي في قضيتهم لا يختلف كثيرا عن الاهتمام الرسمي، ومع هذا فالانقسام الفلسطيني سيبقى على حاله، والدعم العربي لن يصل، والكيان الصهيوني مستمر في عدوانه وقضم ما تبقى من الأرض الفلسطينية، وإمارة غزة في سباتهم نائمون.
والاردن؛ يودع العام بحالة قلق في كل شىء، أوضاع إقتصادية صعبة، وحالة معيشية ضنكة، وحريات عامة تختنق، ومع هذا هناك من يبشرنا “بأجمل أيام الاردن لم تأت بعد….”.
الذي يطمح أن يرى تغييرا في واقعنا العربي، في العام الجديد، عليه أن يعود ويقرأ شكل الحكومة الصهيونية الجديدة الأكثر تطرفا من حكومات الاحتلال السابقة حيث أصبح النتن ياهو اليساري الوحيد في الائتلاف الحكومي الجديد.
الدايم الله….