أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز – في الأسابيع الماضية، نبهني أكثر من صديق، إلى أنني رفعت مستوى النقد لسياسات الحكومة وأداء رئيسها أكثر من اللازم، خاصة في فترة الاحتجاجات التي انطلقت في الجنوب وإضراب الشاحنات.
بعضهم جاء تنبيهُهم تحذيرا من أن “السّكين حامية” وحوصلة الحكومة ضيّقة فلا تراهن على سعة صدر الرئيس، فقد يتم إعتقالك على ما تكتب تحت باب التحريض والتأجيج.
وبعضهم الآخر جاء تنبيههم بأن أخفّف نقد رئيس الحكومة لأن الأوضاع أصعب مما نتصور، وليس في يدي الرئيس ما يفعله، وهو في النهاية ليس صاحب القرار الأول والأخير.
وألطف التنبيهات جاءت من صديق عزيز دخل الدائرة الحكومية مؤخرا، فطلب عطوة لمدة شهر لأن الأوضاع العامة لا تحتمل مزيدا من التأزيم والتحشيد.
في هذه الأثناء؛ أكرمني الصديق وزير الأوقاف الدكتور محمد الخلايلة عندما حضر معزيا في وفاة والد الصديق النائب أندريه العزوني، بقوله إنه يحرص على متابعة مقالاتي بشكل يومي، ويهتم بقراءتها والاطلاع على محتواها خاصة التي تنتقد السياسات الحكومية، وقال حرفيا: أنت تنتقد سياسات ولا تنتقد أشخاصا ولا تشخصن القضايا، وهناك فرق بين الناقد والحاقد ومعاذ الله أن تكون من الصنف الثاني.
بعدها بساعة تشرفت بلقاء السياسي المخضرم الرسمي والشعبي الصديق الدكتور ممدوح العبادي، الذي قال: تصلني مقالاتك يوميا، وأنت بارع في الكتابة بالحد الأعلى للسقوف المسموح بها ولا تخترقها، وتنتقد بحدة وجرأة، لكن من دون شخصنة وعدائية، وهذه حرفية تشكر عليها.
نصيحة أخرى سمعتها من كاتبنا الكبير أحمد سلامة قائلا: “أرجوك خف شوي عن الرئيس، بِشْرٍ لا يستحق كل هذا النقد، ليس في يديه غير التبشير بالقادم يحاول أن يعمل ما يستطيع عمله في ظروف صعبة جدا، أنت كاتب تقدمي ونصيحتي الاخوية أن تبقى على الأمل والتفاؤل”.
طبعا؛ معلمنا وصديقي الأنتيم أبو عمر محمد داودية أقل الغاضبين عليّ في الكتابة ضد سياسات الحكومة التي كتب أكثر من مرة لمصلحتها ومصلحة رئيسها، وهو دائم التوضيح لنا بأن الرئيس أفضل بكثير مما تفعله الحكومة وهو رئيس قوي ومتمكن لكن الظروف والأوضاع العامة أصعب بكثير من إمكانات الحكومة.
توضيح لا بد منه، لمعرفة الجميع: شخصيًا؛ أكن للرئيس الدكتور بشر الخصاونة كل احترام وتقدير في الجانب الشخصي وهو صديق قديم منذ أن كان سفيرا في القاهرة، وأحترِمه وأحترِم علاقة قديمة مع والده معالي هاني الخصاونة (أطال الله عمره)، وأن انتقاد سياسات حكومته وأدائها لا يفسد للود قضية، فهذا اختلاف في وجهات النظر لزاوية السياسات لا اختلافات على قيم مشتركة؛ معاذ الله.
الدايم الله…