أليست هذه حربا مفتوحة!

أسامة الرنتيسي –

 

الأول نيوز – يوميا؛ تصلنا أخبار حوادث السير المميتة، آخرها وفاة رئيس بلدية باب عمان عامر الزبون.. له الرحمة ولنا أيضا.

بالمعايير كلها؛ ليس ما يقع  في شوارعنا يوميا حوادث سير، بل هو جرائم قتل، تقع في معظم الشوارع المهترئة التي تدعي الحكومات أنها تداينت المليارات – إذ اقتربت المديونية إلى نحو 50 مليار دولار – من أجل البنية التحية وإدامتها،  فلا هي أصلحت الشوارع، ولا طورت المستشفيات ولا حسنت المدارس.

حسب أرقام الجمعية الأردنية للوقاية من حوادث الطرق فإن الحوادث التي أدت إلى حالات وفاة نقصت من ٦٤٣ وفاة إلى ٥٨٩ والحوادث ككل نقصت من ١٦٠٠٠٠ حادث إلى ١٢٠٠٠٠.

ستبقى الطرق المشؤومة (طرق الموت) تأكل خيرة أبناء هذا الوطن، كلّما تأخرت الحكومة ساعة في إصلاحها، ولنا التجربة القاسية في الطريق الصحراوي فأجزاء منه لا تزال في غاية الرداءة والاهتراء، والطرق البديلة التي تم توفيرها لم تمنع الجرائم البشعة التي ما زالت تقع في هذا الشارع.

في أول 100 يوم من العام الماضي بلغ عدد الوفيات في حوادث السير 104 وفيات، فيما بلغ عدد الأشخاص المصابين بجروح ورضوض بمختلف أنحاء الجسم من جراء تلك الحوادث 2418 شخصا، في حين بلغ إجمالي عدد وفيات نتيجة حوادث السير منذ عام 2016  نحو 600 وفاة في مختلف أنحاء المملكة، وفي عام 2015 بلغ إجمالي عدد الوفيات 608،  وفي عام 2014 سجل 688 وفاة.

أليست هذه حربا مفتوحة عندما يصل المعدل السنوي لوفيات حوادث السير إلى نحو 600 شخص سنويا.

في بعض الدول التي تقع فيها حروب وقتال لا يخسرون ضحايا بهذا العدد، ومع هذا ما زلنا نقول بدلع شديد: “حادث سير مؤسف”.

كعادتنا، لا نتحرك إلا عندما تقع الكارثة، وكعادة الحكومة – والحكومات المتعاقبة جميعها – سيوجه رئيسها  وزراء الداخلية والنقل والأشغال العامة والإسكان لمعاينة الطرق التي تقع فيها الحوادث  والوقوف على احتياجاتها وأولويات العمل اللازم على جناح السرعة للحد من حوادث السير الدامية.

دائما وبعد حوادث السير الدامية يتصدر وسم (هاشتاغ) #حوادث_السير الوسوم المتداولة في تويتر الأردن من حين لآخر، حيث يطالب المغردون بضرورة دق ناقوس الخطر تجاه هذه الحوادث التي تأخذ يوميا أرواح مواطنين شباب بعمر الورد.

الدايم الله…

 

 

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

الوفاء غائب ولغة التخوين والحقد حاضرة

أسامة الرنتيسي –   الأول نيوز – الوفاء؛ الصفة الغائبة عن مجتمعنا منذ سنوات، رافقها …