غباء بن غفير.. ماذا لو هدموا الأقصى…!

أسامة الرنتيسي –

 

الأول نيوز – صحيح أن زيارة وزير الأمن القومي الصهيوني اليميني المتشدد إيتمار بن غفير الثلاثاء باحة المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة أججت ردود فعل عربية منددة بالخطوة، ورفعت السلطة الفلسطينية من خطاب لهجتها ضد دولة الكيان، لكن الخطوة حصلت وستتكرر أكثر في المستقبل القريب.

ندد العرب كثيرا، لكن لا خطوات عملية على الأرض تكبح سلوكات التطرف في دولة الكيان، مع أن خطوات كثيرة متوفرة يمكن اتخاذها فورا لتعرف دولة الاحتلال أنها ذاهبة إلى المجهول في علاقاتها مع محيطها العربي ومع أحلامها في علاقات إقتصادية مع دول في الخليج والمغرب العربي.

هذه المرة لم تتحرك الشوارع العربية ولا حتى الفلسطينية للتنديد بالخطوة الغبية للوزير الغبي غفير، الذي سيحتل موقعا متقدما في الإعلام عموما نتيجة قراراته وتصرفاته المتطرفة.

والأعجز من الشوارع العربية، موقف القيادة الفلسطينية في دولتي رام الله وغزة، فإذا لم تحرك القدس والأقصى وطنية هذه القيادات وتذهب تُجاه إلغاء الانقسام فورا، وتشكيل حكومة وحدة وطنية وانتخابات عامة، فما هو الذي يمكن أن يحركهما.

ستبقى مشاهد البطولات التي يسطرها المقدسيون حول المسجد الأقصى محفورة في وجدان العالم العربي لكن من دون إسناد من كافة مدن وقرى ومخيمات الشعب الفلسطيني، حتى يرتعب العدو الصهيوني وقطعان مستوطنيه، ويعلم علم اليقين أن القضية ليست دينية فقط، بل وطنية عامة.

مشاهد قطعان المستوطنين الصهاينة في شوارع القدس المحتلة، وفي باحات المسجد الأقصى لا تستفز الشبان المقدسيين فقط للهجوم عليهم بالسكاكين، بل تستفز كل من لديه مشاعر إنسانية في العالم.

والعنجهية التي تمارسها الحكومة الصهيونية الأكثر تطرفا من أية حكومة أخرى برئاسة بنيامين نتنياهو، لا تستفز الفلسطينيين، والعرب فقط، بل تستفز مسلمي العالم، وكل المؤمنين بعدالة القضية الفلسطينية، لكن؛ وعلى ذكر المسلمين، لا أعرف كم سيكون حجم احتجاجهم إن تجاوزت يمينية نتنياهو وغباء بن غفير التفكير بهدم المسجد الأقصى إلى مرحلة التنفيذ.

هل سيتجاوز احتجاج العالمين العربي والإسلامي- تحديدا- مستوى البيان والجدب والإدانة والشكوى، ومسيرات تنطلق الجمعة بعد الصلاة، يحرق فيها العلم الإسرائيلي… أشك، لا بل أنا متيقن، أنه حتى القوى المتطرفة بدءًا مما تبقى من “داعش” وحتى “النصرة” وما بينهما لن تحرك ساكنا، ولن تغير فوهات بنادقها، لأن الأقصى وفلسطين ليسا على أجنداتهم.

سعار نتنياهو وحلفاؤه في تصعيد الاستيطان، وفي التضييق على بوابات القدس والأقصى، لا يوجد له هدف سوى تدمير معنويات الشعب الفسطيني، الذي اثبت أنه شعب لن يستسلم ابدا.

الدايم الله….

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

الوفاء غائب ولغة التخوين والحقد حاضرة

أسامة الرنتيسي –   الأول نيوز – الوفاء؛ الصفة الغائبة عن مجتمعنا منذ سنوات، رافقها …