مقالات مشابهة
هالة داوود –
الأول نيوز – أقَبِّل جبينك يابا يا أردن …..
أقبٌّل جبينك هذا الصباح وأهمس في أذنك ” إن مر عليك يوم حزين فقد مرّ الكثير من الفرح
وإن عشنا ضنَكًا وضيقا … فقد كانت هناك أيام فيها سعة وفرج.. فلا تقلق … فرج الله قريب”
وأمضي إلى عملي
هذا البلد بلدٌ خير وجود، أهله مجبولون بالكرم والعطاء وقبل ذلك كله بالتسامح….
الوطن ليس أشخاصا يمضون ويمرون
فالأوطان لا تفنى … بل من يعيشون على أرضها يفعلون….
هذه الأرض ولّادة منجبة….
رجالاتها جيلا بعد جيل يحملون الأمانة وقادرون عليها….
نساؤها يرضعن أبناءً يحفرون في الصخر لنحيا جميعا بكرامة
يبذلون ولا يترددون
وكما يقول أجدادنا وآباؤنا
(( بيت السبع ما بيخلا))
وبيوتنا كلها بيوت سباع .
أنا لم أكبر في وطني …. فقد وُلدت لأسرة فلسطينية مغتربة … وحين كنت أقول وطني وأنا صغيرة كنت أخاف أن أعلن أن وطني هو فلسطين فيغضب أقاربي في عمان ومادبا والزرقاء وإن أنا صرّحتُ أن وطني الأردن سيغضب أهلي القاطنين في عنبتا وطولكرم ورام الله والقدس والخليل …. فلما كبرت وقرأت وفهمت ….. أدركت أن هذا الإنقسام لم يكن إلا في عقول بعضنا …. لم يكن سوى حكمٌ على موقف واحدٍ لا على حالةٍ بأكملها…. تيقنت أن الأرضين أرض واحدة والأهلين أهل والشعبين شعب واحد ….. علاقة الأردن بفلسطين علاقة عجيبة …. ما يختبئ فيها من الحب يفوق الوجع بالكثير وما يسطع فيها من القوة يتجاوز الضعف بمراحل والذي يظهر في ثناياها من الشرف والرجولة والمواقف يذيب الخيانات ويخفيها ويدفنها تحت سابع أرض.
فأنا اليوم أقف هنا في عمّان ولن أنسى غرب النهر …. وجع الناس هنا يؤلمني …. وجنازات الشباب والمجازر هناك تقتل الفرح في قلبي
لكنني معجونة من دقيق الأمل وماء الفرح … أقف تحت المطر لأقول اليوم وكل يوم للوطن والملك و الشعب والأغنياء والفقراء والأسرى والمحررين …. لأسر الشهداء والمبعدين …. للمزارعين والمهندسين والموظفين …. لبائعي الصحف على جوانب الإشارات الضوئية ولرجال الأمن العام ولراكبي سيارات التسلا ….. للمعدمين ولمن في أفواههم ملعقة من ذهب أقول لكم جميعًا صباح الخير وصباح الحقوق التي لا تضيع ….. صباح الوطن العزيز الذي سيبقى عزيزًا إلى يوم يبعثون .
