مقالات مشابهة
أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز – التوقيت الذي وسعت فيه الحكومة الحديث عن المدينة الجديدة قد يكون غير موفقٍ.
الآن؛ الموازنة تحت قصف النواب وخطاباتهم العنترية المنتظرة، والعجز والمديونية في ارتفاعات مستمرة، وأحوال الناس بانتظار أي تحسن على حياتهم المعيشية، والحديث عن زيادة الموظفين من المحرمات، كل هذا وتأتي الحكومة تروِّج لمدينة جديدة، وكأنها تمنح النواب ذخائر حية للهجوم عليها.
أكثر الانتقادات حول المدينة الجديدة تركز على موقعها، حتى تساءل وزير الإعلام الأسبق المحترم طاهر العدوان لِمَ لا تكون المدينة الجديدة في الجنوب بين الشوبك والبترا؟!
بلسان وزير الاتصال فيصل الشبول تقول الحكومة: “إن المدينة الجديدة سيتم بناؤها بأموال الاستثمارات المحلية والعربية والعالمية، ولن يقترضوا ، وأن ما يميز المدينة الجديدة أنها أول مدينة ينوى إنشاؤها مخطط لها مسبقا، وأن المكان مدروس بعناية شديدة وتم تفضيله على العديد من الأماكن، وان الكثير من الأردنيين متفائلون بالمدينة الجديدة ونحترم وجهات النظر المعارضة لها”.
هناك اتفاق عام لدى غالبية الأردنيين، وسكان العاصمة عمّان تحديدا، أن المشكلات التي تعاني منها العاصمة من تَنقُّل وأزمات مرورية، ومن غلبة الإسمنت على كل سنتمتر من أرض العاصمة، ومن ضغوطات نفسانية واجتماعية نتيجة الزيادة غير الطبيعية في عدد السكان، لا بد من مواجهتها بتخطيط جديد يمنح العاصمة متسعا من مساحات التنفس والحياة الطبيعية.
لكن؛ من اللحظة الأولى التي تجرأت فيها حكومة الملقي طرح موضوع المدينة الجديدة وليست “عاصمة جديدة” ومن لحظة تطنيش الموضوع من حكومة الرزاز، وعودة الحديث عنه من لدن حكومة الخصاونة، استقبل الأردنيون القرار بكثير من السوداوية والرفض والتخويث وعدم التصديق حتى قال أحد الخبراء: إن المشروع ولد يتيما.
شخصيا؛ سمعت مباشرة من مصدر قريب جدا من صانع القرار أن الموضوع جدي جدا ولا عودة عنه، وأن لنا في التجربة المصرية تحديدا أنموذجا يحذى حذوه.
دعونا نمنح الحكومة والخبراء والمخططين فرصة لتقديم الدراسات العلمية والعملية للمشروع، ونتعرف على أهدافه، ومساحاته واتجاهاته ومن هي الجهات المستهدفة من الاستفادة منه، وهل هو مشروع إسكاني فقط مثل حالات ابو نصير ومرج الحمام، أم مشروع مدينة جديدة بكافة مستلزماتها من الدوائر والاستثمارات وعوامل الجذب السكاني.
ليس معقولًا ألّا يفلت مشروع أو قرار في البلاد في السنوات الأخيرة من شبهة فساد، واعتداء على المال العام، حتى أصبح كل قرار او توجّه او صفقة متهمًا حتى تثبت براءته.
الدايم الله…..
