د . ذوقان عبيدات-
الأول نيوز – تعكس الوثيقة المعنونة بِ: رؤية الأردن ٢٠٣٠ الصادرة عن حزب جبهة العمل الإسلامي الأفكار والخطط التي يتبناها الحزب والإخوان المسلمون في مختلف مجالات الحياة ؛ كالمرأة والفقر والتعليم والمياه والبيئة وسائر أنشطة الحياة ومجالاتها.
وسأركز في هذه المقالة على رؤية الحزب للمرأة الأردنية. معترفًا أن هذه الوثيقة هي أول وثيقة حزبية وافية!
من يقرأ الوثيقة يرى أن الحزب يلتزم بمكانة المرأة واستقلالها ضمن مبادئ المساواة الكاملة والحرية الكاملة
ثم يربط المساواة بالعدالة ، مما يعني أن هناك مراعاةً للقدرات والإمكانات والأدوار. وتركز الرؤية على احترام الاختلاف بين الرجال والنساء حسب المكانة ؛فالمتزوجة غير العزباء ، والأم غير الأخت حتى الأم غير الأب!
ويهمني أن أذكر أن هذه النظرة المتقدمة هي نظرة إيجابية قد تنقصها عدم حل المشكلات الناتجة عن سوء التفسير، فما معنى ربط المساواة بالعدالة؟ ألا يحتمل هذا الربط تفسيرات متباينة أو متضادة إن لم تكن متناقضة.؟ ألا يترك هذا الربط الفرصة أمام تدخل الثقافة المجتمعية في تهميش دور المرأة ومكانتها.؟
إن رؤية الحزب للمرأة تفصل تمامًا بين رؤية الدين ورؤية تفسير المجتمع للدين أو ما يُسمّى بالتدين؛ فكل ما يسيء للمرأة في المجتمع هو بعيد عن الدين أو تفسير خاطئ للدين؛ فالقوامة ، وتفضيل المواليد الذكور، ومشكلات النفقة والميراث، كلها تفسيرات خاطئة
أو تصوّرات شعبية للمعتقدات الدينية، وهذا ما أوجد تشوّهًا وانحرافًا عن الدين، وحتى الحجاب هو التزام ذاتي ، فالمعيار الديني هو الحشمة في اللباس! وهذا الأخير برأيي نظرة حداثية وراقية. نعم ؛ إن رؤية الحزب هي أن التفسير الخاطئ للقوامة أقنع كل سيدة بقبول الخضوع وتسلّط الزوج! وأن ضياع حقها في الميراث هو تكريم لإخوانها ورقي لها.
يذهب الحزب بعيدًا حين يحدد مشكلات مثل عدم قدرة المرأة على منح جنسيتها للزوج والأبناء
والتمييز بين راتب المرأة وراتب الرجل! حتى مع ضعف قدرتي على الاستنتاج بأن هذا مطلب للحزب!!
إن هدف هذه المقالة هي إبراز رؤية الإخوان والحزب للمرأة من خلال رؤيتهم الشاملة لمستقبل قريب جدًا ٢٠٣٠ وهذا ما أثار لدي أسئلة مثل؛
هل يمكن تصحيح التفسير المجتمعي الخاطئ للدين في خمس سنوات قادمة؟ و سؤال أكثر عمقًا؛ أليس الدين هو من شكّل أو ساهم في تشكيل ثقافة المجتمع؟ والأكثر عمقًا وبراءة أيضًا؛ إذا كان الحزب يرى المرأة بهذه المكانة المنشودة والمحترمة، فهل لديه من البرامج لتحقيق هذه الرؤية؟ وأكثر قليلًا:
هل سيكف أفراد الحزب عن اتهام كل نصير للمرأة أو كل من يطالب بحقوق المرأة بأنهم يهدفون لتخريب الأسرة!
ملاحظة:
لم أرَ للحزب أي تفاعل سلبي أو إيجابي مع “سيداو “التي لا تتمتع عندهم بسمعة طيبة!
والسؤال: هل سيقود الحزب حركة تحرير المرأة؟ حينها سأكون قريبًا جدًا من رؤيتهم !