حل مشكلة الكلاب ببرنامج متكامل

المهندس جمال حتر –

 

الأول نيوز – استاذ ابو عمر نهارك سعيد..
وشكرا على كتاباتك الهادفة دائما حول مختلف قضايا الوطن وهموم..

من الصعب وضع حلول لأي مشكلة اذا لم يتم تحليل عناصرها واسبابها وبالتالي تقديم الحلول الممكنة الفاعلة لها..

الكلاب كائنات حية تتكاثر وفقا إلى طبيعتها وجنسها، وكانت حتى عقود قريبة حاجة وجزء أساسي من موجودات السكان وخاصة في الارياف، وقبل تتحول القرى إلى مدن عشوائية تفتقر إلى الحدود الدنيا لأي تنظيم او فهم لمتطلبات الحياة العصرية.

الكلاب “البرية” حسب المصطلح العلمي، تبحث دائما عن قوتها… ولا تتجه إلى أي مكان لا تجد فيه قوت يومها..
وتتبع في ذلك نهج البشر على قاعدة : “محل ما بترزق الزق”…

ولو تم (تجفيف) مصدر قوتها اليومي في اي مكان، لما عادت اليه. وبالتالي يصبح من الممكن السيطرة على هذه الحالة – المنفلتة-، التي لن ينفع أمامها إلا خطة وطنية شاملة لكل البلديات..
فالمدن الاردنية ليست محاطة (باسور) كي تتمكن اي بلدية من إدارة الملف بنفسها؟؟

ولا يجوز تجاهل السلوك الفردي (العام) في كل المدن، المرتبط بالتعامل المنزلي اليومي مع النفايات العضوية(فضلات الطعام)، وكذا في كل وسط تجاري وخاصة المطاعم والملاحم والسوبر ماركت… الخ، الذي تشكل مجتمعة سببا مباشرا في تفاقم المشكلة وعدم حلها..

– كيف يمكن لنا أن نفهم عدم وجود مشكلة الكلاب(الضالة حسب تعبيرنا الدارج) في الدول المتقدمة التى لديها كلاب وترعاها في بيوتها، ولا نجدها(فالته) بالشوارع؟؟

هذا يقودنا إلى محورين اساسيين:
١. الثقافة المجتمعية العامة في طريقة التعامل مع النفايات المنزلية العضوية والصلبة والسائلة، المتمثلة بطرح النفايات بأشكالها عشوائيا في غالبية المناطق،
٢. استمرار البلديات بنشر الحاويات في الأحياء السكنية والاوساط
التجارية، ومواصلة برامجها التقليدية بجمع النفايات ونقلها الى مكبات مفتوحة،

فالحل الامثل لهذه (المعضلة) الوطنية، لن يأتي بعصا سحرية، بل بتطبيق برنامج متكامل، أساسه:
١. إلغاء وجود الحاويات من كافة المناطق والاحياء
٢. توزيع حاويات بلاستيكية خاصة لكل منزل ومحل تجاري صغير،
ويفضل اكثر من حاوية والزام كل منزل – بفرز- النفايات قبل طرحها بأي حاوية.. وهذا يتم وفق نظام وحوافز ان امكن ذلك،
٣. توفير حاويات متخصصة(تستوعب برنامج فرز النفايات)، وحصرها بالمجمعات التجارية والمرافق العامة.
٤. تنفيذ برنامج توعوي لأهالي كل مدينة حول البرنامج، ووضع انظمة تلزم كل جهة معنية بتطبيقه، وفرض مخالفات رادعة في حال عدم التنفيذ…

هذا ما هو مطبق في دول متقدمة، شرعت قوانين “الرفق بالحيوان”، ولم تتنازل عن معايير السلامة العامة وصحة المجتمعات باي شكل من الأشكال،

بلدية الفحيص رعت عام ٢٠١٨/٢٠١٩ دراسة (ماجستير) لاحد الطلبة في الجامعة الاردنية، حول برنامج إدارة النفايات في بلدية الفحيص..
وعلى ضوءه، أطلقت البلدية هذا المشروع مطلع ٢٠٢٠، واجرت تواصلا مع وزارة الإدارة المحلية(قسم البيئة)، وبرنامج الوكالة الالمانية GIZ بالخصوص…
وشملت المرحلة الأولى في برنامج البلدية الوسط التجاري.
واصبح تجديد اي رخصة مهن لكافة المحلات التجارية والمطاعم والملاحم مرهون في التزامها بالبرنامج. وحقق نجاحات نسبية في حينه.
وتم مضاعفة عدد كابسات جمع ونقل النفاياتعام ٢٠١٨ و ٢٠١٩، بواقع ثلاثة كابسات.. كمرحلة أولى من توفير تجهيزات ومستلزمات نجاح البرنامج..
ولكن توقف البرنامج لاحقا بكل اسف، قبل تحقيق النتائج المستهدفة.

ملاحظة: تجربة نقل وإخلاء الحاويات من الوسط التجاري، نتج عنها اختفاء قطعان الكلاب عن المنطقة، خلال فترة نقل الحاويات منها..
وهذا مؤشر، أن الحل يكمن في – تجفيف- مصدر الغذاء لقطعان الكلاب “البرية”..

مع شكري وتقديري

* رئيس بلدية الفحيص السابق

عن Alaa

شاهد أيضاً

السادية في التعامل مع أهل غزة: حين يتحول الإيذاء إلى سياسة ممنهجة

الأول نيوز – [صلاح ابو هنود] مخرج و كاتب منذ ما يزيد على 17 عامًا، …