الأول نيوز – تجسدت ظاهرة القطبين الفيصلي والوحدات منذ عقد الثمانينات من القرن الماضي، حيث استطاعا أن يستحوذان على حصة الأسد من الألقاب المحلية لكرة القدم الأردنية، وما يزالان.
وكانت عدة فرق تظهر بين الحين والآخر، فتدخل أجواء المنافسة وتصعد منصات التتويج لكنها ما تلبث إلا وأن تختفي.
ومع النهضة الكبيرة وغير المسبوقة التي يمر بها نادي الحسين إربد برئاسة عامر أبو عبيد، فإن المؤشرات توحي بأنه قادم لمنافسة مستمرة لا تتوقف.
وتاليا استعراض للتغييرات السريعة والكبيرة التي طرأت على نادي الحسين اربد وجعلت منه بطلاً منتظراً في المواسم المقبلة، بحسب موقع كووورة :
** فريق بلا دوري
قد يكون تتويج الرمثا بلقب الدوري خلال الموسم قبل الماضي بعد غياب 40 عاما، هو من أعطى نادي الحسين اربد بريق الأمل، وأشعره بشيء من الغيرة كونه لم يسبق له أن توج بهذا اللقب الغالي.
وكان عامر أبو عبيد داعماً لعدة إدارات لنادي الحسين اربد، قبل أن يتسلم في الموسم الماضي رئاسة اللجنة المؤقتة، وبعدها تم انتخابه رئيساً.
ولمس أبو عبيد عطش جماهير الحسين اربد بأن ترى فريقها يصعد فوق منصة التتويج لأهم بطولتين: الدوري وكأس الأردن.
واجتهد أبو عبيد في تجهيز فريق للموسم الماضي ودعمه بأبرز النجوم وأنفق من جيبه الخاص الكثير في سبيل الوصول إلى منصة التتويج.
وكادت الجهود أن تثمر سريعاً، حيث كان فريق الحسين اربد قريباً من التتويج بلقب الدوري لأول مرة في تاريخه، لكنه تعثر في مواجهات مهمة، ليحل ثالثا برصيد 50 نقطة، متأخرا بفارق الأهداف عن الوحدات “الوصيف” وبفارق نقطة عن الفيصلي “البطل”.
تأخر الحسين اربد بفارق نقطة واحدة عن البطل، أعطى مؤشرا واضحاً بأن الفريق قادر في حال استمر على ذات النهج أن يدخل لائحة أبطال الدوري في قادم المواسم وبالتالي مزاحمة القطبين الفيصلي والوحدات على الألقاب المحلية.
** حشد النجوم
بدأت إدارة نادي الحسين إربد العمل مبكراً للموسم المقبل بعدما شعرت أن إحراز لقب الدوري ليس بالأمر الصعب وبخاصة أن الفريق احتل الموسم الماضي مركزا متقدماً.
وخطف نادي الحسين إربد الأنظار وهو علن عن الصفقة تلوى الأخرى، وكانت أبرزها التعاقد مع الكاميروني بتيانج ومهاجم الرمثا حمزة الدردور ونجم وسط السلط محمد راتب الداود، ونجمي الوحدات السابقين أحمد ثائر ورجائي عايد.
كل هذه التعاقدات جاءت رغم أن الحسين اربد يمتلك فريقا جاهزاً منذ الموسم الماضي ومعظم عقود لاعبيه تمتد للموسم المقبل، إلا أن إدارة النادي سعت إلى تأمين جميع اللاعبين من أصحاب الخبرة القادرين على جلب لقب الدوري.
ولعل أكثر من لفت الأنظار في الأيام الماضية، كيف أن نادي الحسين اربد استطاع خطف المدير الإداري لمنتخب الأردن أسامة طلال، مما شكل مفاجأة من العيار الثقيل لكل المتابعين.
وعلى الورق، يبدو فريق الحسين اربد الأقوى فنيا، وبخاصة في حال سمح الاتحاد الأردني برفع قائمة كل فريق إلى 30 لاعبا بدلاً من 25.
وستتعزز فرصة الحسين اربد بإحراز الألقاب في الموسم المقبل، في حال بقي متفرغاً للمسابقات المحلية، وخاض الفيصلي والوحدات استحقاقات آسيوية.
** النادي الأقوى والأفضل
أصبح العمل في نادي الحسين اربد تضبطه المؤسسية والاحترافية، وهناك خطة لتطوير الأداء الإداري العام.
ويمتلك أبو عبيد طموحات كبيرة في جعل الحسين اربد كياناً متكاملاً وذلك بعدما أصبحت بعهده مديونية النادي تساوي صفراً.
ولم تكن تصريحات أبو عبيد مجرد فقاقيع بالهواء، بل سرعان ما كان يترجم كل كلمة كان يتحدث بها، عندما أكد أن الحسين اربد سيكون النادي المفضل لنجوم الكرة الأردنية.
وأكد أبو عبيد أن نادي الحسين إربد بصدد انشاء ملعب بيتي خاص به، وأن من أبرز أحلامه المشاركة في كأس العالم للأندية.
وساهم أبو عبيد بما يملكه من مال وحنكة إدارية، في رفع أسعار اللاعبين المحليين بعدما دخل بمفاوضات مع نجوم كرة القدم الأردنية مما كانوا يلعبون لصفوف الفيصلي والوحدات.
ولعل ما سيساعد الحسين اربد على وضع بصمة مؤثرة، أنه يعيش في أفضل أحواله المالية في وقت تعصف به الظروف المالية بفريقي الفيصلي والوحدات، وبما أنهم يعيشون عصر الاحتراف، فهذا العصر يتطلب توفير السيولة المالية والمدخولات الثابتة.
ويبدو أن نادي الحسين اربد يمضي بثقة ضمن خطة عمل احترافية ومتكاملة وطويلة الأمد، وبحيث يكون منافساً قوياً ليس على الألقاب فحسب، بل إداريا ومالياً وجماهيرياً.
والبنية الصلبة التي انطلقت منها تطلعات مجلس الإدارة الحالي لنادي الحسين اربد، يؤكد أن ما يحدث هو ثورة وليس فورة وقد تستمر لسنوات طويلة، وتجعل منه النادي الأقوى والأفضل محلياً.