الأول نيوز – المهندسة قمر النابلسي –
مختلفون نحن بكل شيء ألواننا أطوالنا أشكالنا بصمات أصابعنا , فمن الطبيعي أن نختلف بآرائنا وأفكارنا ومعتقداتنا ووجهات نظرنا , كثيراً ما نردد أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية , فهل فعلاً اختلافاتنا لا تفسد الود ؟؟ ومن منّا لا يحول الاختلافات إلى خلافات و إلى مسألة شخصية ؟
ما نراه في الواقع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي أن الاختلاف سريعاً ما يتحول الى خلاف وإلى هجوم شخصي ,فعندما لا تفصل بين الكلمة وقائلها وبين الرأي وصاحبه يفسُد الود ويصبح التواصل الإنساني سلبياً للغاية .
الاختلاف بالرأي والمعتقد والأفكار والآراء ظاهرة إنسانية صحية إيجابية وهو من سمات البشر وله دور إيجابي في بناء المجتمعات وتطور الشخصية الإنسانية وتحضّرها والارتقاء بفن العيش للإنسان .
ولأننا لا نتقبل الاختلاف رضى الناس غاية لا تدرك , فالعديد من الأمور التي يشتد حولها النقاش والتي تعتبر شأناً عاماً تجد الناس ينقسمون إلى فريقين إن لم يكن أكثر وكل فريق يعتقد أنه على حق والرأي الآخر لا يحتمل الصواب, فندخل في النقاش لكي نثبت وجهة نظرنا لا لنفهم وجهة نظرالآخر ,ونبدأ بالحوار لا لنصغي وإنما لنرد !
من الأمور الشائكة والتي كثر حولها الحديث موضوع البسطات التي أصبحت ظاهرة مزعجة وغير حضارية في أسواقنا وأمام المساجد والمستشفيات ,بين من يشتكي من هذه البسطات التي تبيع نفس بضاعته وأمام محله ولا يدفع صاحبها لا ايجاراً أو ترخيصاً ولا رواتب موظفين فتسببت بخسارة العديد من المحلات وإغلاقها ,وأصحاب بسطات الكعك والبيض والخضار والأجبان وحديثاً الحلويات مثل كرابيج حلب والعوامة يقفون بأماكن قريبة جداً من المطاعم وخاصة الصغيرة ,مخالفين كل الأمور الصحية والسلامة العامة فالطعام معرض للغبار وعوادم السيارات و أشعة الشمس ,والمخالفة الأخرى أن كثيراً من الباعة على هذه البسطات هم من الأطفال , ناهيك عن المنظر غير الحضاري للأرصفة وتوسّع أصحاب البسطات أحياناً حتى يصل إلى الشارع فلا مكان لمرور المشاة وتعريضهم لخطر الدهس ,هذا غير التعليقات والمضايقات للمارة وخاصة السيدات ولعل جبل الحسين يعد مثالاً على ذلك.
وهنا نجد الخلاف والجدال دون تفهم لوجهات النظر المختلفة ففريق يرى أنه لا بد من قوانين ونظام يضبط ذاك ولا بد من تنظيم المدينة وأن لا تترك لتغول أصحاب البسطات على أصحاب المحلات وعلى الأرصفة والذين نسبة كبيرة منهم هم أصحاب محلات ومطاعم ورؤوس أموال وليسوا كما يتوهم الكثيرون أشخاصاً يبحثون عن مصدر رزق , والفريق الآخر يضرب على الوتر الحساس للناس فيدخل من باب أن من يطالب بذلك يريد قطع رزق أصحاب البسطات الذين يسعون لرزقهم وقوت عيالهم دون مراعاة للأوضاع الاقتصادية الصعبة ,وهنا يقع صاحب القرار بين نارين ,بين انفاذ القانون والحفاظ على مدينة منظمة نظيفة ومراعاة مصالح أصحاب المحلات الملتزمين بحقوق الدولة والمتضررين من أصحاب البسطات وبين الضغط من الجانب الآخر .
الأكيد مع عدم قطع الأرزاق سواء لاصحاب البسطات وكذلك أصحاب المحلات , لذلك لابد من التنظيم وإيجاد أماكن وأسواق لأصحاب البسطات في كل منطقة لأنه من غير الممكن بقاء الأمور على حالها , فوضى في الأسواق واعتداء على الأرصفة الضيقة أصلاً واعتداء على حقوق المشاة ,والوضع من سيئ إلى أسوأ بغياب حلول منطقية ,وانت عزيزي القارىء ما رأيك ؟