أسامة الرنتيسي –
الأول نيوز – عملية إستشهادية في سنوات مضت – يقول الرفيق أمجد – كنا نخسر فيها شهيدا أو شهيدين، يتم استثمارها سياسيا لأكثر من سنة بإنجازات على الأرض أكثر بكثير من مجازر تقع على الأرض الفلسطينية حاليا، وتذهب دماء الشهداء فيها حطبا للنار، مع وجود تهديدات نارية صاخبة من دون فعل حقيقي على الأرض، وإذا أُطلقت الصواريخ فهي للاستعراض فقط، مثلما هي التهديدات الأخيرة، لأن في الواقع حاليا هناك “عهرا سياسيا” أكثر منه مقاومة حقيقية.
يوميا؛ يُشيِّع الفلسطينيون شهيدا وأكثر، ويستيقظ على مجزرة مثلما حصل في غزة فجر أمس الثلاثاء.
كأن على الشعب الفلسطيني أن يفتح عدّاد الشهداء دائما في أية مسيرة أو عمل نضالي، بعشرين، ثلاثين شهيدا حتى يلتفت العالم والإعلام قبل ذلك لهذا الدم الذي لم يتوقف يوما عن تقديم قوافل الشهداء.
حتى اللحظة لم ترد فصائل المقاومة على مجزرة غزة، بعد أن توسع التهديد الصهيوني، وتمددت أكثر جهود الوسطاء لمنع المقاومة من الرد بحجة ضرورة التهدئة، وكأن على الشعب الفلسطيني فقط أن يدفع من دماء شبابه وأطفاله ونسائه، وعليه ايضا ان يحافظ على جو التهدئة التي لا تخدم سوى إسرائيل وحكومتها الدموية المتطرفة.
لن يَترك الشعب الفلسطيني خيرة شبابه ومناضليه يخوضون معاركهم من دون إسناد مباشر في أقل تقدير انتفاضة ثالثة تُعيد التوازن للشعب الفلسطيني، وتُجدّد هُويّته النضالية.
التصريحات التي يُطلقها زعماء الدولة العبرية، بأنهم لا يرون انتفاضة فلسطينية ثالثة على الطريق، هي محاولة لإضافة أوهام جديدة إلى عقول من يقبلون التنازل عمّا تبقى من أحلام وحقوق للشعب الفلسطيني.
فالفلسطينيون وصلوا إلى انسداد سياسي، ووقعوا تحت رحمة إملاءات وتطرف حكومة الكيان الغاصب ، التي تتفنن في الابتزاز وقلب الحقائق والدوس على القانون والشرعية الدُّولية.
إن واقع المنظمة والسلطة والمعارضة، يستدعي تدخل الشعب الفلسطيني على الطريقة التونسية والمصرية، وعلى طريقة الانتفاضة الأولى، تدخلًا يُغيّر قواعد اللعبة وميزان القوى، استنادًا لقوة الشعب الفلسطيني، وحالة الخراب التي أصابت بنيان الشعوب العربية.
الشباب الفلسطيني يتلفتون حولهم على مشهد فلسطيني يومي مثير للأسى؛ احتلال “يعيش مرتاحًا” فوق الأرض الفلسطينية، وصفه الرئيس محمود عباس بأنه احتلال “خمسة نجوم”، ومقاومة شعبية متقطعة، ومقاومة مسلحة فردية لا دخل للفصائل وقوى المقاومة بها سوى بيانات التأييد الخجولة، ويدخل الحديث عنها وفقا لقوانين السلطة الفلسطينية في باب المحرمات، يترافق ذلك مع مفاوضات متعطلة برغم بؤسها وذلها وعقمها، يتكشف يومًا بعد يوم حجم الإهانة التي ألحقتها بالشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية.
يترافق ذلك مع انقسام تجاوز كل شيء وزادت سنواته، وقد فشلت محاولات إنهائه، وستفشل المحاولات المقبلة، وستكشِف الوقائع عن أن ما يُعطّل إنهاء الانقسام، هي خلافات حول منافع سلطوية بعيدة كل البعد عن الهمّ الوطني الفلسطيني، وهي منافع لصيقة بمصالح فئة تعيش حالة طفيلية على حساب المصالح الوطنية الفلسطينية، حيث تشرنقت في مواقف وتحت شعارات ضيقة الأفق، لا يتراجع أصحابها عنها، ولا استعداد لديهم للخروج منها؛ ونخب ثقافية فلسطينية كانت في لحظة ما أملًا، تحوّلت إلى آلة دعائية طنّانة ترويجية لدى هذا التيار أو ذاك، ومواقف وشعارات وسياسات تكاد توازي النصوص المقدسة في الكتب السماوية، إذ أن المسّ بها كُفر وإلحاد وخروج على الخط الوطني…
الدايم الله…..