أيمن سلامة –
الأول نيوز – أعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن مصر بذلت جهودا مضنية لتهدئة الأوضاع في قطاع غزة، “لكن تلك الجهود لم تؤت ثمارها”، داعيًا “المجتمع الدولي للتدخل من أجل وضع حد للعدوان الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني”.
وأكد شكري أن “إسرائيل تقوم بإجراءات أحادية هدفها القضاء على الدولة الفلسطينية وعلى حل الدولتين”، مضيفا: “لهذا السبب ندعو الدول الراعية لعملية السلام والمجتمع الدولي لاتخاذ خطوات جادة في هذا الشأن”.
تُعد الوساطة إحدى الآليات السلمية الرئيسة التي يتم اللجوء إليها لتسوية المنازعات والصراعات بأنواعها المتعددة، وفى مستوياتها المتنوعة، باعتبارها تمثل إحدى عمليات تخفيف الصراع وتخفيض حدته، وبهذا المعنى؛ فالوساطة إحدى وسائل صنع السلام التي تختارها الأطراف المعنية ذاتها، حيث يتحدد دور الوساطة فى تخفيف حدة الصراع وتخفيض – إن لم يكن إيقاف – سرعة تصاعده.
يعمل الوسيط الدولي كمحفز تتحدد مهمته فى مساعدة الأطراف على التوصل إلى تسوية أو حل مقبول من كل الأطراف لقضايا النزاع أو الصراع بينهما ؛ فالوساطة تمثل إحدى الآليات السلمية التي تلعب المهارات الشخصية والمهنية للوسيط كطرف ثالث – بالتفاعل مع عوامل أخرى – دورًا رئيسًا فى تيسير توصل الأطراف المعنية إلى تسوية مقبولة أو حل مُرضٍ لصراعاتهم أو منازعاتهم.
وتتميز الوساطة فى الأساس بكونها اختيارية، وتتجلى هذه الصفة فى كل الأمور، فهي تحكم: مبادرة الوسيط، حيث لا شيء يلزمه بتقديم وساطته، وتتمتع الدول أطراف النزاع بحرية كاملة فى رفضها الوساطة، أو الانسحاب منها فى أي وقت، وفى نهاية المطاف نتيجة الوساطة ليست إلزامية ولا تفرض على أطراف النزاع.
فالوساطة مسعى طوعي، تكون فيه موافقة الأطراف أمرًا حاسمًا من أجل القيام بعملية قابلة للتطبيق والتوصل إلى نتائج دائمة، ويتأثر دور الوسيط بطبيعة العلاقة مع الأطراف، فعادة ما يكون لدى الوسطاء مجال كبير لتقديم مقترحات إجرائية وإدارة العملية، بينما يتفاوت نطاق المقترحات الموضوعية ويمكن أن يتغير مع مرور الوقت.
يجب التنبيه إلى أن المقترحات التي يتقدم بها الطرف الوسيط هي بدورها ذات طبيعة استشارية ،وبالتالي فهي ليست ملزِمة على اعتبار أن الموافقة على حل نهائي للخلاف أمر متروك لموافقة الأطراف المتنازعة .
وبمجرد إعطاء الموافقة على الوساطة؛ فمن الممكن سحبها فى وقت لاحق، إذا رفض أحد الأطراف استمرار الوسيط فى جهوده، وهنا يعلن الوسيط انتهاء الوساطة التي يمكن أن يبادر الوسيط أيضا بإنهائها حين يتيقن أنه لا جدوى من الاستمرار فى وساطته فى ظل تعنت أحد الأطراف أو جميعهم فى مواقفهم المتصلبة المغايرة.
ختاما ، ما برح نتنياهو ينطح الصخر، ويكابر بعدوانه الخارق لكل المبادئ والأعراف التي جبلت عليها الأمم المتمدنة، ولم يمنح فرصة للوسيط المصري كيف يوقف آلة الحرب العدوانية الهمجية التي تخوضها دولة الاحتلال الحصرية في التاريخ المعاصر .