أسماء الجراح –
الأول نيوز – حين ترى عملا ناجحا جميلا بكل المقاييس، معدا له بعنايه ، روعيت فيه كل التفاصيل الصغيرة التي ترصدها الاعين المراقبة والخبيرة ، تتذكر تلك العقول التي تفكر وتقود وتعمل خلف الكواليس بصمت وأخلاص، هؤلاء الاشخاص يقدمون افضل ما لديهم لانجاح العمل دون أن تظهر صورهم أو يجرون مقابلات على القنوات التلفزيونية ، وليس لديهم حسابات على السوشال ميديا ، انهم لا يسعون للظهور أو للمكافآت أو لحصد كلمات الشكر وجوائز التكريم ولا تهمهم الاضواء ، فهم يضعون نجاح العمل في مقدمة اولوياتهم ، اما نجاحهم الشخصي واعتراف الاخرين بهم فيأتي في المرتبة الثانية ، عملهم الاساسي هو ان يساعدوا أحدا ما لينجح ، او ترتيب مناسبة ما تبهر المشاهدين .
كلنا بشر واغلب البشر يسعون للحصول على تقدير او اعتبار لكن هؤلاء من يعملون خلف الكواليس ليس لديهم نهمُ اعتراف الاخرين بهم ، او الاهتمام بظهور صورهم في الاعلام ، أو لديهم حسابات على السوشال ميديا ينشرون فيها انجازاتهم الصغيرة والكبيرة ، فهؤلاء الذين يقودون ويعملون من خلف الكواليس لديهم هدف محدد ، ويعتبرون ان اكبر تكريم لهم هو حين يرون من قاموا بدعمهم ومساعدتهم يحتفلون بنجاحهم في عمل ناجح هم خلفه .
أن الرغبة في الحصول على الاعتراف تتعاظم بتعاظم دور السوشال ميديا في الترويج وصنع النجوم ، كل منا لديه صديق ينشر بأستمرار تحركاته، وصوره، وانجازاته ، ويبحث عن اللايكات ، ويتابع ويراقب من أعاد نشر منشوره ، والتعليقات ، والمشاهدات … الخ وهذه ظاهره لا تقتصر على عدد قليل من الناس فأكثر من 3.2 بليون شخص يستخدم السوشال ميديا يوميا وهم يشكلون 42% من عدد سكان العالم .
فبكبسة اصبع على لايك ، او مشاركه المنشور مع اخرين ، او بتعليق استحسان يتعاظم شعور الناس بقيمتهم وبأعتراف الاخرين بهم .
أن الرغبه في الحصول على الاعتراف والتقدير تختلف من شخص لأخر ، فهناك من يضيع سنوات من عمره في كرب ، ينتظر بغصة اعتراف الاخرين به وبمنجزاته بينما يراقب ويرى من هم اقل منه خبره وابداعا تتصدر صورهم السوشال ميديا ، وهناك من ينعمون بسعادة العطاء والنجاح بصمت وسكينه وسلام داخلي، وهم يرون ثمار جهدهم وتركيزهم في عملهم يتجسد في أعمال عظيمة كانوا هم أساس نجاحها لكن من وراء الكواليس .