دكان وحيطان وذان!

 محمد صبيح –

 

الأول نيوز – … قُدّرلي قبل يومين ان ” اقعد” قعدة قديمة على باب بقالة او(دكانة) اذا شئتم المزبوط وصفاً , فقد جلست عصراً وشممتُ رائحة الدكانه القديمة ودكاكين ” الغويرية غراد” تجول في خاطري ايام ” الجبنة الصفرا حل حين كانت تباع . وخيط المصيص الذي يشق كتل اليونيوم ابو نص ليرة… وكيس كعك الشاي ( الحبة بقرش) منتفخ وملقى في الزاوية والريفانين في الجرار المهترئ !!”

…. المهم طبعا كانت خيالات وتهاويم ذكريات ولكن ما ذكرني حينها بأن هذة (القعدة الحديثة تشبه القديمة) كانت فقط مقعد “كراتين البيض” الذي جلست عليه فشتان شتان بين دكاكين زمان” وهسا” والتي تغيرت شكلا ومضمونا وتغير حتى اسماء الباعة والدكاكين التي اصبحت تسمى سوبرماركت وميني ( سقالله عايام الميني جوب) ههه ما علينا شكلي سرحت!!!

المهم وبعد حوالي ساعة في “القعدة الحديثة” لاحظت شيئاً في حديث القاعدين لفت نظري واضاف لتفاصيلها بعدا اخر.. الذي اخذني “وسرحت” بمشاهد وذكريات فعلا قديمة بل مغرقة في القدم ” وذكرني بسواليف وقعدات الدكاكين في ذلك الزمان الغارق في دهاليز وتلافيف الروح ( اواسط سبعينيات) القرن المرحوم (واوهن قرنه الوعلُ) لاحظت ان الناس “بوطو” ويخفضوا صوتهم لما تيجي كلمة “مخابرات” ولازالوا يعيشون نسبيا ذاك الزمن لدرجة تظن ان التحولات الديمقراطية وصلت ووقفت ع باب الدكان ورجعت …وفورا “خطر ببالي ” كلام الصديق (الدكنجي العسكري المتقاعد) ابو عزام رحمه الله في الغويريه قبل 20 عام واستعدت بتقنية

( Flashback   ) المشاهد والسنياريو والحوار ابيض واسود! .. …..(يازلمة وطي صوتك الحيطان الها ذنين) انت آخرتك ورى الشمس او شكلك حاب ترميلك نقله وزيارة للعمارة الزرقا , انا غشيم عنك صح انت شيوعي وبتخافش الله بس صاحبي وبديش تنضر وامك المسخمة تيجي تعيط عليك وابوك يروح يتوسط للي بسوى واللي بسواش!!! هههههه وطبعا كان يهمس همسا ويخفض صوته برعب وحنان الاباء و( Body language ) يشدو في طبقات صوته وصورته!!

” الله يرحمه ويرحم مشاهدة وافلامه !!!!” …

وركزتُ ذهنيا بالقعدة بعدها .. وما بعدها وتتبعت بعين المخبر ايامنا ومشاهدنا اليومية واكتشفتُ لاحقا ان اغلب الناس لا زالت (مضبوعه) من الجهاز والدائرة وفاقدة الثقة بل لا مصداقية لديهم من الحكومة والحكومات ومن كل الأجراءات والتغييرات التي( بلشت) تعيشها جماهير الشعب وخاصة قطاع الطلبة في الجامعات وقد كنت افترض ان “الطلاب والشباب تحديدا”, سينطلقون بسرعة الصاروخ نحو فضاء حرية العمل الطلابي والحزبي ولكن الى الان لم استطع اقنع ابنائي( 2 جامعات) بهذة الحرية ولم يعتنقوا ولمّ يدخل التغيير الى قلوبهم وعقولهم ويقر ايمانهم به … (ويرتاحون له).. فهاجس ابو عزام لا يزال يتردد في صدى اغلب الطلاب والشعب زباين الدكاكين في “الزرقاء الجديدة” واعتقد لا تختلف باقي محافظات الوطن كثير عنها بأستثناء مولات عمان (    ) الغربية!!

ورغم اني اخيراً شاهدتهم (طناي والعقب ع راي الكركيه ) وهم يدخلون (حزب) بظرف ما ” شكرا لله ثم لي طبعا”  وشاهدتهم ينهارون عاطفياً بموقفٍ أخر ثم يشاركون بفعالية حزبية وقفة بعيد العمال…(يا  فرحتي)، ولكن لا زالوا مترددين وكأنهم عادوا (يقعدو ع نفس كراتين الدكانه) ويتحدثون عن المغادرة والاستقالة والهريبة!! ولولا شوي خلتهم جابوا (طاري العمارة الزرقا ) اللي اصبحت ذكريات و اثرا بعد عين من سنين خلت!!

..خلاصة القول (ومشان اخلص لانه روحي فرفطت وزهقت  وتعبت بيولوجياً ونفسياً) .. نحتاج رسميا إن كانت الإرادة السياسيه متوفرة والنوايا صادقة وأظنها (كذلك) نحتاج سياسات واجراءات وانظمة ” فعل وقول” وتعب وجهود كي نصل لمرحلة (( علي صوتك بالغنه ..وفش للحيطان اذان ))…وطبعا بدنا احزاب فاعلة ذات برامج ناجحة وناجعة (ولعب حلو) ممتع واهداف ( بالشبك) كي يهتف الشعب جوووول !!!

شكلنا مطولين !

وسلامتكم

  • كاتب وسناريست اردني

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

السادية في التعامل مع أهل غزة: حين يتحول الإيذاء إلى سياسة ممنهجة

الأول نيوز – [صلاح ابو هنود] مخرج و كاتب منذ ما يزيد على 17 عامًا، …