“الريتز كارلتون”.. كلاكيت مرة ثانية!

أسامة الرنتيسي –

 

الأول نيوز – راقت لكثير من الأصدقاء وقُرّاءِ “الأول نيوز” ما جاء في مقالتي الأخيرة “هل نحلم برئيس يصنع سياسةً واقتصادًا ؟؟!!” فَقْرةٌ طالبتُ فيها أي رئيس وزراء بتنفيذها أمس قبل اليوم ضمن مطالب متعددة وهي “استئجار فندق مثلما حصل في “الريتز كارلتون” في السعودية، ومحاسبة كل من تحوم حوله شبهات فساد، من دون الخضوع لاعتبارات الموقع والمنصب والجاه.

أكثر الموضوعات التي يتوق لسماعها الأردنيون هي محاربة الفساد، فليس معقولا أن لا يفلت مشروع أو قرار في البلاد في السنوات الأخيرة من شبهة فساد، واعتداء على المال العام، حتى أصبح كل قرار أو توجه أو صفقة متهما حتى تثبت براءته.

منذ سنوات تطربنا تصريحات وتهديدات من نواب وغيرهم بفتح ملفات فساد بحوزتهم، أي نائب يكتفي بالتهديد وتسجيل تصريحات عبر فيديوهات ولا يقدم ما لديه من ملفات يعتبر شريكا في الفساد وحمايته.

ليس هناك ما يُغضب الأردنيين جماعات وأفرادا، أكثر من ظواهر الفساد المرتبطة بعناوين معروفة جيدا لشركات استثمارية، ومصالح احتكارية واقتصادية واسعة وشخصيات رفيعة المستوى.

سيتعزز يقين الأغلبية الساحقة بأن معركة مواجهة الفساد قد انطلقت فعلا، عندما تأخذ هذه السياسة مجراها، وتُعتمد استراتيجية ثابتة في برامج عمل الحكومات، وأن لا تقتصر على إثارة زوابع، أو تقديم ضحايا من الوزن الثقيل أمام الرأي العام، لأننا تعبنا من الحديث عن الفساد، ولا نرى فاسدين خلف القضبان.

يجب أن نتذكر بأن النجاح لن يكتب لمكافحة الفساد إلا إذا كانت مع الدعم السياسي الجدّي، ولا بد من أن تكون جهود مكافحة الفساد، بعيدة عن التشهير والتسقيط والتسييس.

منذ أن أطفأ مجلس نواب سابق بريق ملفات الفساد، وطوى معظمها في سجل التأريخ الذي لا يرحم، وأعلن وفاة لجان التحقيق النيابية في حفلات التأبين التي عقدها، لم نعد نسمع لا من قريب أو بعيد، أية معلومة عن ملف فساد، فتبخرت لجان التحقيق، وتبخرت معها قضايا الفساد، لكن بالضرورة لم تتبخر منظومة الفساد، وما زال هنا فاسدون، لم تصل قضاياهم إلى المحاكم.

إذا طلب من الأردنيين أن يتفهموا أوضاع المالية العامة للدولة، فعلى الدولة، بحكومتها وأجهزتها المختلفة، أن تفهم رسالة الأردنيين الواضحة، وهي باختصار: لن ندفع فواتير الفساد مرتين، وعلى الفاسدين أن يقلّعوا شوكهم بأيديهم.

ليس معقولًا أن يتحدث الأردنيون عن شخصيات اغتنوا خلال فترة بسيطة من وجودهم في المواقع الرسمية، وهم قبل المواقع شخصيات بسطاء من عائلات بسيطة (معروفة قَرعة أبوهم مين)، فكيف يتحولون إلى مليونيرية خلال سنوات، يملكون مئات الدونمات من الأرض وعشرات الملايين من الدنانير؟

على سفح الدوار الخامس، شيد فندق أنيق “ريتز كارلتون” الذي أصبح عنوانًا بارزًا لاحتجاز المتهمين بالفساد فيه بعد احتجاز أمراء من العائلة المالكة السعودية فيه ومحاسبتهم، فهل يتم عندنا في الأردن احتجاز المشتبة بهم كلهم ومحاسبتهم ؟؟؟!!!.

الدايم الله….

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

أسبوع حكومي مشوش.. وَلِّدْها يا حسان..

أسامة الرنتيسي –   الأول نيوز – قد يكون الأسبوع الماضي هو الأسخن على حكومة …