تلفريك عجلون وجُبنُ الاستثمار!

أسامة الرنتيسي –

 

الأول نيوز – أتحدث عن مشروع بسيط، لا هو نووي ولا ذري، إنما هو عنوان سياحي كبير، سينقل منطقة عجلون أجمل مناطق الأرض في الطبيعة والتنوع الجغرافي إلى بوابات أخرى.

على ذمة القائمين على مشروع تلفريك عجلون الذي كلفة إنشائه بلغت 13 مليون دينار سيوفر فرص عمل لنحو 700 شاب.

بالله عليكم؛ هل هذا المشروع (السياحي الحضاري النوعي ) يحتاج لكل هذه السنوات كي ينفذ، إذا كانت كلفته لم تتعد 13 مليون دينار (أراهن أن المشروع سيستعيد رأسماله وكلفته خلال عام واحد).

أين لجان الاستثمار في الحكومة وفي صندوق الضمان الاجتماعي وفي القطاع الخاص ايضا من هكذا مشروع بسيط ومهم وحيوي لا تزيد كلفة إنشائه عن 13 مليون دينار ويوفر 700 فرصة عمل.

من يحاسب هذه اللجان على تقاعسها وغياب رؤيتها في المشروعات الحيوية، وتذهب لجان الاستثمار في الحكومة وفي الضمان للمساهمة في مشروعات للأسف فاشلة وتتحمل وزر الخسارة بالملايين في مشروعات لا يمكن في يوم من الأيام أن تعود للحياة من جديد.

وأين وزارة العمل صاحبة أفلام التوظيف بعشرات الألوف عن هكذا مشروع سيوفر فعليا 700 فرصة عمل لأبناء منطقة عجلون، مثلما قال رئيس مجلس إدارة مجموعة المناطق التنموية القائمين على المشروع خلف الهميسات: إن افتتاح الأسواق المختلفة سيوفر 700 فرصة عمل في الأقل، حيث تمتدّ المرافق من محطة الانطلاق لتشمل مطعما ومقهى وسوقا تجاريا، وكذلك محطة الوصول التي تشمل سوقا موسميا ومطعما ومقهى.

منذ يوم الجمعة لحظة افتتاح تلفريك عجلون وهو الخبر الأول للأردنيين، وكأنهم حصلوا على معجزة الموسم، وظهر الإقبال عليه بشكل منقطع النظير.

حتى وصل الأمر بالناشط السياسي المحامي النبيه عاكف توفيق الداوود إلى القول: “هذا يوم تأريخي

 بكل معنى الكلمة

إنها المرة الأولى التي سيتأتى للأردن دخل سياحي مصدره ليس الأمم القديمة مثل الأنباط والرومان ، يأتي الدخل السياحي هذه المرة من تلفريك عجلون”. (انتهى الاقتباس)

مُضحكٌ؛ مُبكٍ، مُحزنٌ، حديث المسؤولين عن قضية الاستثمار في الأردن.

وهو حديث على كل حال لا يختلف عن أحاديث كثيرة وفي موضوعات حساسة تُتداول، ويُكتشف أن هذا التداول فقط للاستهلاك اليومي، ومانشيتات الصحف وعواجل التلفزة.

في معضلة الاستثمار، يجرى الحديث منذ سنوات طوال عن معوقات كثيرة، جذرها البيروقراطية، وعمقها الفساد، وأدواتها أشخاص يبحثون عن مصالحهم الخاصة، ومشاركة المستثمرين في أعمالهم، على قاعدة السلبطة، وإمكان تذليل أية عقبة تواجه المستثمر.

سنبقى ندور في حلقات مفرغة، ولن نصل إلى نتائج، وسنعلن كل فترة عن هجرة عشرات المستثمرين إلى دول أخرى مجاورة، سياسة الاستثمار والامتيازات فيها أفضل منا بكثير .

الدايم الله….

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

لا حياد في العدوان.. صواريخ تفرح القلوب

أسامة الرنتيسي –   الأول نيوز –  العدوان الصهيوني على إيران لا حياد فيه، فكل …