كلها مباراة وليست حربا.. “الفيصلي والوحدات” الجمعة !!

أسامة الرنتيسي –

 

الأول نيوز – حجم التجييش والغضب في تعليقات الأردنيين على المباراة المنتظرة “الجمعة” بين الفيصلي والوحدات كأننا ننتظر حربا بين الفريقين لا مباراة بكرة القدم ستنتهي في المحصلة لمصلحة فريق وخسارة آخر، وبعدها كل يذهب إلى بيته وحياته من جديد.

ليس مَعقولًا أن تبقى البلاد لأيام على رؤوس أصابعها حتى ننتهي من مباراة كرة قدم، هذا الأمر ليس صِحيًا أبدًا.

شاهدت فيديوهات وسمعت كلامًا قبيحًا جدًا يخرج من أفواه مشجعين لا يمكن أن تصدق أن الأمر بين الفريقين والجمهورَين وصل إلى هذا المستوى، فيديوهات تندى لها الجبهات، لبعض جمهور الفيصلي والوحدات بعد مباراتهما الأخيرة.

فيديوهات قبيحة، تحمل شتائم، نحمد الله أنها لم تنقل عبر شاشة التلفاز الأردني وإنما عبر فيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي..

كثيرة هي الآراء التي تذهب تُجاه حل ناديي الفيصلي والوحدات أو دمجهما في ناد واحد، بعد كل موجة غضب تجتاح عموم الأردنيين، لكن هل هذا فعلا يحل المشكلة، أم أن القضية يمكن أن تنتقل إلى مفاصل أخرى، إذا لم  تعالج المشكلة من جذورها.

غير مفهوم كيف وصل حجم الكراهية والعداء بين جمهوري الفريقين إلى هذا الحد، وغير المفهوم أكثر من له مصلحة في إدامة هذا العداء والتنابز بالشتائم القبيحة بين الجمهورين، سواء كان فريق أحدهما فائزا أم خاسر المباراة.

قد نستوعب قذف زجاجات المياه باتجاه لاعبي الفريقين، فهذا السلوك مع إدانته نشاهده في مباريات خارجية، أما الألفاظ القبيحة فهذا ليس من سلوكنا ولا أخلاقنا ولا تقبله أية قيم وعادات.

لا يستحق الجمهور الذي يعشق فريقه إلى هذه الدرجة ويأتي إلى الملعب قبل المباراة بساعات أن يستمع من نفر شاذ إلى شتائم قبيحة عند إعلان أسماء اللاعبين عبر إذاعة الملعب الداخلية.

في الفترة الأخيرة، أصبحنا نشاهد في الملعب جمهورا أسريًا، بحيث تأتي الأسرة كاملة لمشاهدة المباراة والاستمتاع بها، فكيف سيعود رب هذه الأسرة مرة ثانية عندما يسمع هذه الألفاظ القبيحة.

في وقت سابق تم تكليف ألف جندي دركي لمنع وقوع أعمال شغب خلال مباراة الفيصلي والوحدات، مع أننا نحتاج عشر كاميرات فقط توزع على جنبات استاد عمان الدولي او أي ملعب آخر، وعندها (أخو أخته…) من المشاغبين ينطق بحرف مناف للأخلاق وعادات البلد وأواصر الأخوة من مشجعي الفريقين.

يومها؛ معلومة الألف دركي لحماية الملعب تسببت في دب الرعب ليس فقط في قلوب رواد الملعب، بل في قلوب الأردنيين عموما، بأن هناك كارثة ستقع لا سمح الله.

مشكلة المشاكل أننا نترك الأمور كي تتعقد وبعد ذلك نبدأ البحث عن حلول، منذ سنوات والأزمة تتفاقم في ملاعبنا، حتى وصلت الهتافات إلى الأعراض والشتائم التي طالت كل مستوى، لم يسلم منها أحد حتى طالت في إحدى المباريات العائلة المالكة.

لا تستخفوا بما يجري في الملاعب، فليس شغبا الذي يقع في ملاعبنا، قبل المباريات وبعدها، ويعرف الجميع أنها ليست رياضة، بل صناعة فتنة بامتياز، في ظل حزام النار الذي يلف بلادنا، والأوضاع الصعبة التي يمر بها مواطنونا.

الدايم الله….

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

عقلاء وحكماء في بطانة صانع القرار

 أسامة الرنتيسي –   الأول نيوز – نمرّ بمرحلة في غاية الحسّاسية، لا ينفع فيها …