حوار القاهرة الفلسطيني.. المصالحة مو صالحة..!

أسامة الرنتيسي –

 

الأول نيوز – أتمنى؛ كما يتمنى شرفاء الأمة كلهم أن لا يخذل قادة الفصائل الفلسطينية في اجتماعات القاهرة الأحد طموح مصر قيادة وشعبا في تحقيق المصالحة الفلسطينية، وتجاوز الانقسام البغيض الذي مزق الشعب الفلسطيني، والذي بدأ في صيف  2007

لكن الأمنيات لا تنسجم مع السلوك العام لقادة الفصائل، الذين أقسموا قبل ذلك خلف ستار الكعبة على المصالحة ونكثوا يمينهم.

حتى الآن، وبعد كل هذه السنوات على الانقلاب في غزة، لا يقر الفصيلان (فتح وحماس) بمسؤولية كل منهما في عدم إتمام المصالحة، لا بل ويدعي كل طرف أن الآخر هو من يعطل الوصول إلى المصالحة.

وصلت الاوضاع الفلسطينية إلى أسوأ حالاتها، أوضاع الشعب الفلسطيني المعيشية، وصلت في غزة إلى صعوبة الحصول على طعام يومهم، وعدم توفر الوقود، والكهرباء تتعطل 12 ساعة في اليوم، والمواد التموينية من سكر وأرز شحيحة، وبطالة تجاوزت نسبتها 80 %، والقطاع مخنوق من إغلاق معبر رفح، وما يقارب ثلث سكان القطاع بلا مأوى، يفترشون المدارس والساحات الخالية.

في الضفة الفلسطينية ليست الأحوال بأفضل حال من القطاع، فالبطالة واسعة، وفرص العمل معدومة، ولا يوجد أبواب مفتوحة سوى العمل في وظائف السلطة، التي تجد صعوبة في تأمين رواتب موظفيها بالتزام شهري.

أمام هذا كله، لا نرى حماسا عند الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ولا قيادة حركة فتح، لإنجاز المصالحة، صحيح أن عباس التقى في تركيا قيادة حماس قبل الذهاب إلى القاهرة، لكن النيات لا تزال غير صافية بين الطرفين.

وليست الحال أفضل عند حركة حماس، فلا نيات صادقة للمصالحة، والمجاملات في غزة قبل أسابيع ضاعت في الهواء، ويروق لبعضهم حكم القطاع حتى آخر نقطة دم غزّية، ويطبطبون على خلافاتهم الداخلية، وتراجع خطابهم حول الرئيس عباس المنتهية ولايته.

معيب أن تبقى المصالحة خاضعة لأوراق مصلحية فصائلية يتم توظيفها عند المستجدات، وقد كنا نتوقع أن ينعكس الزلزال الذي ضرب بعمق في الأرض العربية، وانسداد أفق العملية التفاوضية فورا على الوضع الفلسطيني، حيث تتقدم الأطراف المعنية بالانقسام الداخلي الفلسطيني إلى إنهائه، وبرغم الحديث الدائم عن المصالحة وضرورتها، وبرغم الاجتماعات والمناقشات والوساطات العربية والإقليمية، إلاّ أن وضع المصالحة على سكة السلامة لا يزال متعثرا ويتوقف عند أول محطة تنفيذية.

الدايم الله….

عن الأول نيوز

شاهد أيضاً

عقلاء وحكماء في بطانة صانع القرار

 أسامة الرنتيسي –   الأول نيوز – نمرّ بمرحلة في غاية الحسّاسية، لا ينفع فيها …