في نتائج التوجيهي! بقي الإعلان

 

الأول نيوز – د. ذوقان عبيدات

 

كل التعاطف والتقدير لجهود الوزارة وقادتها وكل العاملين

في ورشة  نتائج التوجيهي وبعد؛

 

​   بروح إيجابية بعيدة عن أي نقد، وعن أي موقف، فإن إعلان النتائج كما كتبت مرارًا؛ يجب أن يكون بالسرعة التي تجنّب عذابات الانتظار. لقد أنهت الوزارة مرحلتي الإعداد والتنفيذ بقدر كافِ من نجاحات لا تخلو من مطبات كان يمكن تجنّبها!. لقد بنت وزارة التربية والتعليم عبر تاريخها تراثًا وتقاليد بعضها مسؤول عمّا أحدث ضجة في التنفيذ؛ وهذه ليست مسؤولية الوزير الحالي، ولا الأمينَين الحاليَّين، فالجميع عملوا وفق التقاليد! وهناك فرصة في أن يتجنّبوا ما قد يحدث في إعلان النتائج.

​لقد صرحت الوزارة أنها  لن تفوّت فرصة الاستمتاع ببهرجة مؤتمر صحفي يقوده جميع مديري الامتحان وقادته. أتوقع من منظّمي المؤتمر أن يعلنوا نسب النجاح، وأسماء الحُفّاظ العشرة، وأسماء مدارسهم، وهي معلومات لا تعني شيئًا؛ لأن المدرسة ليست هي صاحبة الفضل، فالعلامة العالية نتيجة عوامل عديدة “قد” لا تكون المدرسة من بينها. بل وغالبًا تكون نتيجة “نبوغ” فردي! ستعلن الوزارة نسب النجاح، وهي نسب شبه صمّاء لا تكاد تختلف عن سابقتها، على الرغم من اختلاف الظروف وفي مقدمتها بعض “مناهج جديدة”. وسيبدي الوزير  تعاطفه كالعادة مع من لم “يحالفهم الحظ”، متمنيًا لهم حظا أوفر في يانصيب قادم! والمؤتمر الصحفي لإعلان النتائج تقليد راسخ لا أتوقع تغييره، لأسباب عديدة – قد يكون بعضها أنني  تمنيت ذلك – لذلك لن يحقّقوا أمنياتي.

لكل ما سبق؛ أتمنى من الوزارة أن يجيب مؤتمرها الصحفي عن أسئلة ذات معنى مثل:

– ما سبب الفروق عن تباين النِّسب العامة  بين العام الحالي، والعام الفائت؟

– ماسبب التفاوت بين نسب النجاح بين العام الحالي، والعام الفائت في مختلف المواد الدراسية، أو الفروع على الأقل؟

– لماذا يختلف طلبة الزراعة في مادتي الدين والعربي، ومواد غير التخصص، عن طلاب الفندقة، أو التمريض؟

–  لماذا تفوق طلبة المدارس الخاصة في كل المواد عدا مادة الكيمياء؟

– لماذا تتفاوت نسب النجاح بين مدرسة وأخرى؟ ولماذا تقلّ، أو تنعدم النجاحات في مدارس عديدة؟

– ما علاقة المِنصّات والدروس الخصوصية في  التأثير سلبًا أو إيجابًا على النتائج؟

وأخيرًا السؤال:

​لدينا مناهج عظيمة هذا العام؛ ما مدى تأثيرها على نسب النجاح العامة، أو في الرياضيات والعلوم؟

وأتمنى على الصحفيين – إن كانوا موضوعيّين – أن يسألوا هذه الأسئلة، إن لم تعلن في بيان الوزارة!

​ما زلت أرى أن نبحث عن طريقة لا يتلذّذ بها أحدٌ في آلام الراسبين، أو آلام من نقصتهم أعشار، أو مئويات عن أن يكونوا من العشرة الأوائل. لست أدري إن كانت الوزارة ترى فائدة في إعلان المعدلات والعشرات الأوائل؛ هل هي تكريم لهم؟ هل هي حفز لهم ولغيرهم؟

قد يقول أحد ما: هذه أسئلة يجيب عنها البحث العلمي لاحقًا، وهذا بعضه صحيح ؛ لكن يثور سؤال:

هل كلفت الوزارة باحثيها في الأعوام السابقة، أو هل ستكلفهم في هذا العام؟  بل وهل ستسمح لباحثين  خارجيين بالحصول على بيانات لازمة للبحث؟

ملاحظة غير مقصودة:

​في الأعوام السابقة، كان قادة المؤتمر الصحفي يفتخرون بذكر أسماء الأوائل، ومعدلاتهم  بنشوة وفخر وكأنها مِنحة منهم!

أتمنى ألّا نرى ذلك!

عن Alaa

شاهد أيضاً

المغفور له الملك الحسين علاقته بالصحافة

الأول نيوز – شفيق عبيدات بمناسبة ذكرى ميلاد المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال …