الأول نيوز – قدم الاستاذ الدكتور هُمام غصيب كلمة (أطروحة) مساء الجمعة في فعالية مهرجان الفحيص تكريم الرواد، والتي ضمت إضافة له الاستاذ الدكتور أحمد ماضي، وغابت عنها الممثلة جولييت عواد لظرف طارىء.
كلمة الدكتور غصيب كانت مفعمة بالفكر والعلم والفيزياء والسيرة الذاتية، ولاهميتها ننشرها كاملة، وسوف نغطي خبريا الفعالية صباح السبت.
تكريم عابرِ سبيل
أ.د. هُمام بشارة غَصيب
الأخواتُ والإخوة
كم أنا متأثرٌ بهذه الأجواءِ الفُحيْصيّةِ الأثيريّة! فها هُنا أصالة وعراقة. والنفسُ مُنتشيةٌ بنسيمٍ عليلٍ عزّ نظيرُه. ومصابيحُ السماء مُطلّة علينا على استحياء. صفاء ونقاء وسناء! فأهنّىء نادي شباب الفحيص وإدارة مهرجان الفحيص على هذا التنظيمِ البديع الذي يَتناغمُ فيه إبداعُ الإنسان مع عبقريّةِ المكان. [أهنّئك، أستاذ أسامة على حُسْنِ إدارة هذا الحفلِ البهيّ؛ وأهنّىء الأستاذ ياسر عكروش على حُسْن التنسيق.] وهذه تحيّة قلبيّة رقراقة إلى الفحيص الشامخة، بأهلها الأحبّاء وأرضها الطيّبة. ولا أنسى أنْ أحيّي أيضًا زميلتي المُكرّمة الفنّانة القديرة والشخصيّة الوطنيّة السيّدة جولييت عوّاد، وزميلي المُكرّم الدكتور أحمد ماضي الذي كان ذاتَ فصلٍ جامعيّ “عميدي”: حين كان عميدًا مُقتدرًا حكيمًا لكلّيّة الدراسات العُليا في الجامعة الأردنيّة، وكنْتُ وقتَها رئيسًا لأحد أقسامِ هذه الكلّيّة (عندما كان هنالك أقسامٌ فيها).
-1-
ولا أكتمُكم أنّ جُزءًا منّي يَشعرُ بحرَجٍ شديد في هذه اللحظة. ذلك أنّني ما فتئتُ أصفُ نفسي منذ عقودٍ وعقود ﺑ “طويْلِب مُجتهد”؛ ليس تواضُعًا، بل إقرارًا بالواقع. فمَنْ هو أيٌّ منّا، كائنًا مَنْ كان، إزاءَ كوْنِنا المُترامي طولاً وعَرْضًا وعُمقًا؟ إذن، كيف أشعر حين أرى اسْمي في قائمة “الروّاد”؟! لكنّ الجُزءَ الآخَر منّي يتلقّفُ هذا الشرفَ بدفءٍ جوّانيّ لا يُمّحى (أو لعلّه بردٌ وسلامٌ؟!). فكلّ الشكرِ والتقديرِ والمحبّة لناديكم المُتألّق الذي يَنبضُ إبداعًا وريادةً. أقولُ ذلك باعتزازٍ كبير، بعد أنْ أصبح مِهرجانُ الفحيص مَعلمًا بارزًا من معالم وطننا، الوطن الصغير والوطن الكبير.
-2-
لا أريدُ أنْ أثقلَ عليكم في هذه الأمسيةِ البلّوْريّة بتفصيلاتٍ عن النشأة، والبلوغ، والدراسة، والتجوالِ والترحال، والتأثّرِ والتأثير، والأفراحِ والأتراح، وما إلى ذلك. فقد أغنانا عن تفصيلاتٍ كهذه السيّد “غوغِل”، والسيّد “يُوتيُوب”، وغيْرُهما من أسيادِ الفضاء السيبرانيّ وسيّداتِه! على كلّ حال، إنْ هي إلاّ حياةُ عابرِ سبيل، لا أكثر ولا أقلّ. إنّما سأنظرُ إلى تجربتي، بعُجَرِها وبُجَرِها، نظرةً من علٍ؛ عسى أنْ أتبيّنَ ما يُرى منها وما لا يُرى من تيّاراتٍ مُتلاطمةٍ حينًا ومُتناغمةٍ حينًا آخر.
-3-
نقطة انطلاقي الأولى كانت وما زالت اللغة؛ وتحديدًا لسانَنا العربيّ. واللغة، كما تعلمون، ليستْ نَحْوًا وصَرْفًا وبلاغةً وحسْبُ؛ بل هي – مِنْ قبلُ ومِنْ بعدُ – هُويّةٌ وأصلٌ وفصل. ونحن نقول: “لغة الأمّ”. ذلك أنّ الأمّ جَموعة، أي أنّها تجمع أبناءها معًا؛ وكذا لغتُنا الأمّ. فلا عجبَ أنْ يرتبطَ هذا بمفهوم “الأمّة” الحقّ؛ التي لا تُقصي عُمومًا أيًّا من أبنائها، الذين هم وهنّ سواسية في الحقوق والواجبات، دون تمييز. أتحدّث هنا، إذن، عن قضيّةٍ قوْميّةٍ نهضويّة. فلا يُمكن أنْ يتبلورَ مشروعٌ نهضويّ دون أن نرتقيَ إلى مستوى لغتنا الأمّ. وهذا لا يَعني قطعًا أنْ نُهمِلَ تعلُّمَ اللغاتِ الأجنبيّة، وعلى رأسها اللغة الإنجليزيّة.
واللغة ليست فقط أداةَ تواصُلٍ بيْن الناس لقضاء حاجاتهم ومُعاملاتهم. ذلك أنّ فضاءاتِ اللغةِ أوْسعُ من تواصُلٍ كهذا كمًّا ونوْعًا. فالتواصُلُ المقصود هو مَدّ اليدِ للكوْنِ بأسره! والعلم والتكنولوجيا المُعاصران، كما تعلمون، ما انفكّا يُوسّعانِ مدارِكَنا و”حواسّنا” لتشمَلَ عالمَ الصغيرِ جِدًّا وعالمَ الكبير جِدًّا. أفلسنا، إذن، مُلزَمين بتطويرِ مَنهجيّاتِنا اللغويّة ومُصطلحاتِنا العلميّة كي نستوْعبَ بلغتِنا العربيّةِ هذا التوسّعَ؟
ويُقالُ إنّ اللغةَ وِعاءٌ للفكر. لكنّني أقول: بل لعلّها الفكرُ نفسُه. فكلّما اتّسعت اللغة، اتّسع نطاقُ الفكر. والعكس صحيح؛ فاتّساع نطاق الفكر يستلزم اتّساعًا مُناظرًا في اللغة. وغريبةٌ عَلاقة الدماغِ باللغة. فأنْ يتحكّمَ دماغُنا بمهارتنا اللغويّة مسألةٌ بديهيّة؛ لكنّ البحوثَ الحديثةَ في علوم الدماغ تُشير إلى أنّ اللغة تطبَع الدماغَ ببصَماتِها، مثلاً من حيث كيفيّةُ استخدامِ نصفيْهِ الأيمن والأيسر!
ولا أنسى في هذا المَقام الجانبَ الوِجدانيّ، أو “الجوّانيّ”، للحياة. وكما نعلم، فإنّ لهذا الجانب لغتَه الخاصّة، بظلالها وألوانها وأطيافها ورقائقِها.
من هنا، كانت تجربتي الطويلة العريضة العميقة في مَجْمع اللغة العربيّة الأردنيّ مع النثر العلميّ العربيّ الناصع، والمُصطلحاتِ العلميّة، والكتابة، والترجمة. فقد انتُخبْتُ بالإجماع عضوًا عاملاً فيه قبل أربعين عامًا إلاّ قليلاً، وعُيّنْتُ فيه بإرادةٍ ملكيّةٍ سامية، كما درجت العادة إلى عهدٍ ليس ببعيد؛ وكان قانونُ المجمع آنذاك يسمحُ بالعضوية في سِنّي المُبكّرةِ هذه. وهذا فصلٌ من حياتي أعتزّ به أيّما اعتزاز. [وهذه تحيّة إلى مَجمعِنا.]
-4-
نقطتي الثانية هي نشأتي وترعرُعي منذ نعومةِ الظفْر في رِحابِ “الثقافتيْن”: ثقافة الإنسانيّات وثقافة العلوم. فأنا أجدُ نفسي في هذه الثقافة وتلك، سواءٌ بسواء. ولا أشعرُ بالغربةِ في أيّهِما؛ بل أراهُما مُتكاملتيْن مُتناغمتيْن. ذلك أنّني أومِنُ بوَحْدةِ المعرفة. وهاجسي السعيُ لاستكشافِ الأنساقِ والمَنظوماتِ في المجالاتِ المعرفيّةِ المُختلِفة، ما ظهَر منها وما بطَن. وما الفهْمُ إلاّ تحرِّي الصلاتِ المُتشابكة بيْن الأفكارِ والظواهرِ والأشياء. فكلّما اتّسعت هذه الشبكةُ وتعمّقت، ازددْنا تنويرًا وإدراكًا. والشعور الذي لا يُبارِحُني منذ بذورِ الوعي الأولى أنّني كالطفلِ الغرير: كلّ شيءٍ حوْلي، مهما بدا صغيرًا، إنْ هو إلاّ من عجائبِ الدنيا. لذلك، فإنّني أقفُ مندهشًا مذهولاً على الدوام من هذا الكوْنِ العجيب ومَنْ فيه وما فيه.
بلى! قد أكونُ مُنهمكًا حتى النخاع في بحثٍ فيزيائيّ يَطفحُ بالمُحيِّرات. فأتوقّفُ قليلاً حتى ألتقطَ أنفاسي. وفجأةً تنتابُني رغبة جامِحة في قراءةِ روايةٍ عظيمة، أو قصيدةٍ مؤثّرة، أو نصّ نثريّ مُبدع؛ أو حتى في كتابة نصّ أدبيّ فكريّ. ولا أنسى في الوقتِ نفسِه الفنون، وفي مُقدّمتِها الموسيقى الرفيعة. مثالُ ذلك ما حدث في ليلة رأس السنة الميلاديّة 1971-1972. كنْتُ حينها قد بدأتُ لتوّي دراستي العُليا في الفيزياء النظريّة بإنجلترا، بعد حصولي على البكالوريُوس في الجامعة نفسها قُبيْلَ ذلك. في تلك الليلة، قرّرْتُ أنْ أنأى عن الاحتفالات الموْسميّة، واختليْتُ بنفسي في نُزُلي المتواضع. تعقّدت معي الفيزياء؛ فكان لا بُدّ من استراحة المُحارب بيْن أحضانِ الفكر والأدب. أخذْتُ أكتبُ بلا هوادة ما عنونْتُه “نظرات في عيْنٍ ذهبيّة”. وبعد عشْرِ سنوات، شكّلتْ هذه الجُزءَ الأوّل من كتابي الفكريّ الأدبيّ “الكُرّاسة القِرمِزيّة: تأمّلات عابرِ سبيل”، الذي نشرتْه المؤسّسة العربيّة للدراسات والنشر في بيْروت، وسْط حفاوةٍ كبيرةٍ به في الأردنّ ولبنانَ وغيْرهما.
بقيتْ لديّ في هذا الشأن ثلاثة تعليقاتٍ وجيزة. التعليقُ الأوّلُ عن الموسيقى التي هي، بالنسبة لي، كالماء والهواء والغذاء. وهي رفيقةٌ من رفيقات العمر؛ مثلها مثل الزّوجة والابنة والأخت. فما كنتُ لأفهمَ ذاك النّزرَ اليسيرَ الذي أظنّ أنّني أفهمُهُ من الحياة والكوْن والنّفس لوْلاها. ألعلّها ظمأ أو رنوّ إلى الأسمى والأعلى؟ كيف تتناغم معًا آلاتٌ موسيقيّة مختلِفة لتُكوّنَ “أوركسترا” تمورُ حياةً وحركة؟ وكيف تمَسّ موسيقى “الحُجْرة” شغافَ الرّوح بحميميّة عجيبة؟ أقول: كيف تتلوّى الأنغامُ وتتموّج وتتلوّن! كيف تَلفَح وتَصفَع! تُناجي وتُناغي! تُكهرب وتُمغنط! تسري وتنساب! نتسامى معها إلى السماء السّابعة! فلا شرقَ ولا غربَ هنا؛ وإنّما انسانيّة واحدة لا أروعَ ولا أعظم!
تعليقي الثاني عن “الثقافتيْن”: الإنسانيّات والعلوم. فقد بيّنْتُ منذ عقودٍ وعقود أهمّيّة مفهوم “الثقافة الثالثة” المُكوّنةِ من منظومةٍ معرفيّة تهدفُ إلى جَسْرِ الفجوة بيْن هاتيْن الثقافتيْن؛ فتُسهمُ في بناءِ الإنسانِ العصريّ الذي يستطيع أنْ يَعيَ ما يدور في عالمنا المُتغيّر على الدوام. وأرى أنّ هذا المفهومَ يزدادُ أهمّيّةً مع تسارُعِ إيقاعِ الأحداث والاكتشافاتِ والابتكارات في كلّ مجال معرفيّ.
أمّا تعليقي الثالث، فهو عن الفيزياء. ولمّا كانت الفيزياء النظريّة عِشقي وهوايتي وحياتي، فلن أكتفيَ بكلماتٍ معدوداتٍ عنها؛ بل سأفردُ لها ما تبقّى من كلمتي هذه، قبلَ أنْ أختم.
-5-
أجَل! إنّه علمُ الفيزياء بكلّ روْنقه وألَقه. وما هو هذا العلمُ حقًّا؟ علمُ الفيزياء (أو “الفلسفة الطبيعيّة” أو “العلم الطبيعيّ”) هو ذاك العلمُ الذي يُعنى بالظواهر الطبيعيّة من الصغير جِدًّا (المِجهريّ) إلى الكبير جِدًّا (الجاهريّ) [أي اللانهايتيْن الصغرى والكُبرى]. وهذا يَعني فضاءَ الكوْنِ المادّيّ بأسره؛ الأمر الذي يَنعكس في تعدُّد فروع الفيزياء. ومُعظمُ هذه الفروع حديثُ النشأة؛ فهو يعود إلى بواكير القرْن العشرين. وعلمُ الفيزياء عالم رحبٌ شاسعٌ أيضًا من حيث إنّه يتضمّن فكرًا رفيعًا راقيًا، ومَنْهجيّاتٍ وفرْضيّاتٍ ونظريّاتٍ مُتطوّرة، وعُدّةً مُتكاملة مُتجدّدة دائمًا من الطرائق والتقنيّات الرياضيّاتيّةِ والحاسوبية؛ إضافةً إلى أجهزةٍ ومُعَدّاتٍ وأدواتٍ شتّى تزداد تعقيدًا وتنوّعًا ودقّةً مع الزمن.
جذبتني الفيزياء منذ سِنّ مُبكّرة، رُغم قصورِ أساليبِ تدريسِها آنذاك. ولعلّ سببًا رئيسيًّا وراء انجذابي هذا كان تأثّري العميقُ بكتابٍ عن نسبيّة آينشتايْن، تميّز بتبسيطِه غيْرِ المُخلّ. واكتشفْتُ من خلالِه الجانبَ الفكريّ الفتّان للفيزياء. سمّيْتُها “الفيزياء الفكريّة” قبل أن أعرفَ أنّها “الفيزياء النظريّة”، بكُلّ أدبيّاتِها الهائلة وأساطينِها الكبار. ولا تُؤاخِذوني إذا قُلتُ إنّني كنْتُ متفوّقًا جدًّا في دراستي في جميع الموادّ؛ بحيث كان عددٌ كبيرٌ من أساتذتي وزملائي الطلبة يَصفونني بأنّني “الأوّلُ في المدرسة”، وليس في صفّي فقط! وكانت جميعُ التخصّصات، من طبّ وهندسة وغيْرِهما، مُتاحةً لي؛ سواءٌ في الوطن العربيّ أو خارجَه. إلاّ أنّني فضّلْتُ الفيزياء، وفيما بعد اخترْتُ “الفيزياء النظريّة” تخصّصًا دقيقًا. كان ذلك في إنجلترا التي يَمّمْتُها بعد تخرّجي في المدرسة الثانويّة مُباشرة. ومع مرورِ الأيّام، اكتشفْتُ أنّ كلّ اهتماماتي وهواياتي الأثيرةِ وميُولي تصُبّ في الفيزياء النظريّة. فانطلقْتُ من لغة الأمّ إلى لغة الكوْنِ بأسرِه. ووجدْتُ فيها الثقافتيْن، من علمٍ دقيق وأدبٍ رفيعٍ وفنّ راقٍ وخيالٍ مُجنّح وفكرٍ مُبدع (وفلسفة العلم وتاريخه، بما في ذلك تُراثنا العلميّ). كما سحرتْني موسيقى الأجرام؛ فكلّ جِرْمٍ سماويّ له “بصمتُهُ الصوْتيّة”، وحتى استمعنا مؤخّرًا إلى “همهمةِ الثقوبِ السوْداء”! وما الموسيقى إلاّ موْجاتٌ من نوعٍ خاصّ جِدًّا تتفاعلُ مع العصبُونات (“النيُورونات”) في الدماغ. أرأيْتُم؟! وعلى ذكر الريادةِ والروّاد، اعذروني إذا قلتُ إنّ المجتمعَ الفيزيائيّ عمومًا يَصفُني بأنّني “الأبُ الروحيّ للفيزياءِ النظريّة في الأردنّ”. … قلت: اعذروني!! وهذه تحيّة بحجم الأردنّ إلى جامعتي، الجامعةِ الأمّ، الجامعةِ الأردنيّة، التي احتضنتْني طوالَ نصفِ قرنٍ إلاّ قليلاً؛ ولمْ تبخُلْ عليّ يوْمًا.
الأخواتُ والإخوة
لعلّني أطلْتُ وأثقلْتُ عليكم. لكنّ عُذري أنّ هذه أمسية ولا سائرُ الأمسيات. فهي خارجَ الزمان والمكان؛ أو “الزمكان”، إنْ شئتُم. ونحن، بمعيّتكم، في جنّةٍ من جِنان الأرض. فأشكرُ لكم حضورَكم الكريم. وهذه تحيّة قلبيّة إليكم يا “أهلَ الحَمِيّة” والأنفَةِ والإباء؛ يا “صبيانَ الحصان”. وأكرّرُ شكري وتقديري على هذا التكريمِ الذي لنْ يُنسى؛ راجيًا لناديكم الرائد ومِهرجانِكم الأصيل المزيدَ من الرفعة والعزّ والسؤدُد، برعايةِ الله وتوْفيقه.
ودُمتُم جميعًا سالمين غانمين.